أبطال الثبات والصُّـمُود.. قصة حقيقية أقرب للخيال!منصة السودان
متابعة – منصة السودان –
أيام الحصار على سلاح المهندسين في أم درمان، قبل عامٍ ونصفٍ تقريباً، كانت هجمات المليشيات على سلاح المهندسين قوية جداً وعنيفة، ولكن أبطالنا بعزيمتهم استطاعوا صد كل الهجمات وتكسير كل الموجات، موجة تلو موجة.
ذات مرة، هاجمت المليشيا أحد الدفاعات المتقدمة بعدد كبير جداً من السيارات والجنود، لم يكن أمام جنودنا الأبطال سوى الصُّـمُود والقتال، صمود لآخر رمق، ولكن الهجوم كان أقوى بكثير، فخلف عدد كبير من المصابين والشهداء.. لم يبق في الدفاعات سوى 3 جنود، آسف 3 أسود، استطاعوا الصُّـمُود أكثر، قاتلوا بكل أنواع الأسلحة ونجحوا في تدمير عدد من المركبات القتالية، أصبح الهجوم نوعاً ما ضعيفاً ولكن هم 3 فقط.
مع استمرار المعركة تعرض أحدهم لإصابة واستشهد الآخر، لم يبق سوى أسد واحد، أصوات الفرح بالانتصار عند المليشيا يأتي صدى صوته من بعيد، وكأنهم نجحوا في تجاوز خط الدفاع.
نسوا أن هناك أسداً واحداً ما زال يزأر، هذا الأسد ما كان عليه إلا أن يجمع أسلحة أصدقائه بقربه، فجمع عدد دوشكتين وقرنوف وRBG.
تقدمت المليشيا أكثر معتقدةً أنّ خط الدفاع سقط، لم يكن في بالهم أن هناك من هو على قيد الحياة، فجأةً هجم عليهم هذا الأسد ممسكاً بدوشكتين، واحد باليمنى والآخرى باليسرى.
اِنْقَضَّ عليهم كأنه لم يكن بوحده، يترك الدوشكتين ويمسك بالـRBG.. يضع القاذف ثم يمسك بالقرنوف، ثم يزحف بعيداً ليتناول شريط الذخائر، ثم يلقم مرة أخرى، استمر هذا الجندي على هذا الحال إلى أن استطاع تدمير سياراتين وعربة ثنائي، راهنت المليشيا على نَفَاد ذخيرته، وراهن هو على نفَاد روحه.
آخر خيار للمليشيا كان التقدم أكثر ومحاولة استهدافة بقَذِيفَة RBG
وكان الجندي يحصد أرواحهم روحاً تلو أخرى، نجحوا في خيارهم
واستطاعوا توجيه قاذفتين نحوه، على حسب نظرتهم أنّ القاذفة أصابت الهدف، فالانفجار خير دليل..
أعتقدوا بهذا انتهاء قصة هذا الخط وظنوا أنّ من كان يقاتل قد استشهد، ولكن ما لم يكن في حسبانهم، نسي هذا الرجل أن يموت!
فتقدمت المليشيا بصورة أسهل لتتجاوز الدفاع.
تعرض الجندي لإصابة بالغة في قدمه وعدة إصابات أخرى.. أثناء استلقائه على الأرض كان يفكر، إذا وصلت المليشيا سيقتلوه، فالأفضل أن يواصل حتى ينال الشهادة، قام من تحت الركام، استجمع قواه، لقم دوشكته الساقطة أمامه، استغل ثقباً أحدثه الانفجار، ثم ألقى الشهادة، ونظر نحوهم، وجدهم أقرب بكثير، فما كان إلا أن يهاجمهم وهم غافلون.
هذا الهجوم المباغت من الأسد الجريح حصد في وقته 3 سيارات منها سيارة قائد الهجوم.. ارتبكت المليشيا، وأصبحت تريد الانسحاب للخلف، فكان انسحابهم صيداً ثميناً.. وبدأ الأسد بحصد أرواحهم.
انسحبت المليشيا للخلف ومع انسحابها تدخل الطيران الحربي، مدمراً ومشتتاً القوى المهاجمة.
هذا الجندي رأى في لحظة، من كانوا قريبين على تجاوزه، أموات، حينها استلقى على ظهره فاقداً الوعي، لم يفق إلا في المشفى، وكانوا قد قرروا له عمليه بتر لقدمه.
بترت قدمه ولكنه حافظ على أقدام الكثيرين وحياتهم، كان مبتسماً، فخوراً بما أنجزه، فهذه الملحمة لم يشاهدها إلا المصابون معه، تناقلوا الحديث فيصدق البعض ويعتبرها البعض خيالاً غير ممكن.
هذا الجندي هو الرقيب عبد المهيمن شمو، الدفاع الجوي، خشم القربة، أحد أبطال معركة الكرامة.