دولة التنمية ودول «البيان رقم 1»

هناك معلومة مهمة يجب أن تكون واضحة لمن لا يعرف طبيعة العلاقة بين شعب المملكة وحكامها، ولا يعرف التركيبة السياسية والاجتماعية على امتداد تأريخ الدولة السعودية منذ نشأتها إلى حاضرها. العقد الاجتماعي بين مؤسسة الحكم السعودية والشعب أعمق وأقوى وأوثق من أي عقد اجتماعي عرفته الدول منذ نشوء هذا المصطلح، هناك اندماج كامل بين الطرفين لدينا يفوق أي تصور، وبيعة اختيارية توارثتها الأجيال، لأنها تأكدت أن عزها ومنعتها وأمنها وسلامها واستقرارها وتطورها وازدهارها هو الشغل الشاغل لمؤسسة الحكم السعودية.

هناك مقولة تأريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان يرددها الشعب السعودي دائماً، وخصوصاً في مناسباته الوطنية، عندما صحح للمترجم خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال سموه ما معناه، إن المملكة لم تستقل وإنما أعيد توحيدها. هذه الحقيقة مهمة جداً ولها دلالات عميقة وتأثير كبير في التأريخ الاجتماعي السعودي، إذ إنه لم يتخلخل أو تعتره مؤثرات أجنبية تربك نسيجه، وأيضاً تشير هذه الحقيقة إلى أن هذا الوطن لم يُنصّب عليه حاكم بوصاية أجنبية. وبالإضافة إلى ذلك، حمى الله هذا الوطن من المكائد والمؤامرات التي كانت تريد له أن ينضم إلى الأوطان التي شهدت «البيان رقم واحد»، والتي قفز إلى كراسي الحكم فيها الطارئون القادمون على ظهور الدبابات ثم حولوها إلى أوطان تئن من كل أصناف المتاعب، ومارسوا البطش والتنكيل بشعوبها.

الذين كانوا يصمون هذا الوطن بالبداوة والرجعية والتخلف وبقية الإكليشيهات السلبية على مدى عقود لم يعد لهم صوت أبداً؛ لأنهم لو تفوهوا الآن بمثل تلك الأوصاف سيكونون أضحوكة التأريخ. مضت المملكة تعمل بصمت ومثابرة مستثمرة مواردها وقدرات شعبها وفق سياسات حكيمة لتصل إلى ما وصلت إليه الآن. دولة كبرى والوحيدة عربياً في مجموعة العشرين الأقوى اقتصادياً، ودولة فاعلة سياسياً في المجتمع الدولي تحظى بثقة أهم وأكبر دوله. التنمية الحديثة شملت كل مدينة وقرية فيها، والأمن والاستقرار يظلل كل فرد فيها، لسبب واحد واضح ومهم هو أن الدولة تعمل من أجل شعبها، والشعب يعرف أن هذا هو الهدف الرئيسي الأسمى لدولته. إنها مشروعية التنمية والتطور والازدهار والأمن والاستقرار.

​https://www.okaz.com.sa/

Exit mobile version