في تعليقه على استهداف مطاري بورتسودان وكسلا من قبل المليشيا المتمردة، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي أن هذا التصعيد يُعد تطوراً خطيراً وغير مسبوق في مسار الصراع الدائر في السودان، خاصة وأن مطار بورتسودان يُمثل نقطة حيوية على المستويين الإنساني والسياسي، بعد أن أصبح بمثابة المقر البديل للحكومة ومركزاً رئيسياً للنشاط الدبلوماسي والدولي منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 .
وأكد شقلاوي في تصريح خاص لمنصة السودان أن استهداف هذه المنشآت المدنية يندرج ضمن سياسة ممنهجة تنتهجها المليشيا المتمردة بهدف زعزعة الاستقرار في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الدولة، ومحاولة خلط الأوراق ونقل الصراع إلى مناطق جديدة كانت تُعتبر آمنة نسبياً، الأمر الذي قد يُفضي إلى مزيد من التدهور الأمني والإنساني.. بجانب ان داعميها المحلين والإقليمية يسعون الي خلق واقع تفاوضي يلزم الجيش بالقبول بتسوية للنزاع تمكن من عودتهم للنشهد من جديد.
وأشار إلى أن هذا النوع من الهجمات لا يُمثل فقط تهديداً للبنية التحتية، بل هو أيضاً رسالة سياسية تعكس سعي المليشيا لفرض واقع جديد بالقوة، وتوسيع نفوذها على حساب وحدة البلاد وسلامة مؤسساتها. كما حذر من أن استمرار المجتمع الدولي في التزام الصمت حيال مثل هذه الانتهاكات قد يُفسّر على أنه تواطؤ، ويُشجع على المزيد من التصعيد، كما دعا لاهمية تدخل الجامعة العربية بالاشارة الي بيانات الادانة الصادرة من المملكة العربية السعودية ودولة قطر والاتحاد الافريقي.
وختم شقلاوي بالقول إن حماية المنشآت المدنية، وعلى رأسها المطارات، مسؤولية وطنية ودولية، وأن تقاعس الجهات المعنية عن التحرك سيُعرض أرواح المدنيين ومصالح الدولة الاستراتيجية للخطر، مطالباً بضرورة تحرك عاجل من الحكومة السودانية والمجتمع الإقليمي والدولي لردع هذه الممارسات وضمان عدم تكرارها.