«فقيهي».. صاحب «البكاء تحت خيمة القبيلة»

هو القائل في «البكاء تحت خيمة القبيلة»: «وأنا المسافر في حقول الضوء/‏ والآتي على كتف الرياح/‏ وأنا المضمّخُ بالجراح/‏ ولا جراح… ولا جراح»، رحل الشاعر والكاتب والصحفي السعودي أحمد عائل فقيهي، بعد معاناته مع المرض يوم الثلاثاء 20/‏ 8/‏ 2024، ليغيب من صاغ «الفجر الأخضر».

تأثر بمن سمّاهم آباء القصيدة العربية: أبونواس وأبوتمام والمتنبي وغيرهم، فضلاً عن تجربة شعراء معروفين مثل الشاعر محمد مهدي الجواهري وأحمد شوقي، وأكد أن تجربة الشاعر أدونيس الذي التقى به في بيروت أكثر تجربة حداثية أثرت به.

وُلد الراحل في مدينة جازان عام 1952، نشأ في بيئة ثقافية غنية كان لها أثر كبير في تكوين شخصيته الأدبية، فيما يعد من الشعراء الأوائل الذين طوّروا القصيدة الحديثة في السعودية، عمل أحمد عائل فقيهي صحفياً ومديراً للتحرير في جريدة «عكاظ» لسنوات عدة، صاغ خلالها عشرات المقالات وكتب المؤلفات منطلقاً من زاويته «رفيف الكلام»، ولم يغب عن الساحة الشعرية فأبرز جماليات القصيدة الحديثة التي كان من أوائل الذين كتبوها في السعودية، وشارك في الأمسيات الشعرية.

‏أثناء مسيرته الأدبية طيلة ثلاثة عقود كان الشاعر والكاتب السعودي أحمد عائل فقيهي ورؤيته بصفته كاتباً يدافع عن الحداثة والتجديد، أسهم في تعزيز مسيرة الصحافة الثقافية، ومدّ جسور علاقات أدبية وفكرية مع أبرز الشعراء والمفكرين الذين كرسوا حياتهم لحركة التجديد والحداثة مأخوذاً بـ «مسألة التجديد».

وفي حراك ثقافي مميز برع فقيهي في المزج ما بين حسه الشعري وحسه النقدي، وكانت له اشتقاقات خاصة، وتعريفات ذكيّة.. قال عن الشعر «هو الجمر، هو نار المعرفة، أو هو اللغة التي تضيء العتمة. هو العلاقة بين الشيء واللاشيء، بين اللؤلؤة والصَدَفَة، بين الأحجار والأحجار الكريمة». وكتب للمتنبي: كم يكفي من الكتابة لأكتب على دفاتر الريح.

شارك أحمد فقيهي في كثير من المهرجانات الشعرية والثقافية والعربية أهمها مهرجان المربد، ومهرجان جرش، ومهرجان بابل الثقافي في بغداد، ومهرجان الجنادرية.

واستطاع فقيهي تقديم مؤلفاته للمكتبة الشعرية والأدبية والفكرية، كما قدّم ديوان «بكائية على صدر الزمان» الصادر عن «مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع».

تُوفي أحمد عائل فقيهي بعد معاناة مع المرض. وقد عانى من مشكلات صحية أدّت في النهاية إلى تدهور حالته الصحية، ليخسر الأدب السعودي أحد أبرز نجومه.

​https://www.okaz.com.sa/

Exit mobile version