قبل أن يتلاشى الوطن

شمائل النور تقترب حرب 15 أبريل من إكمال ثمانية أشهر حسوماً، حصدت من الأرواح والممتلكات ما حصدت، وعطلت ما عطلت، ثم هاهي بقُبحها تتجاوز كل هذا الحصاد لتحصد ما تبقى من أمل. لم نعد في تلك الدرجة من الرفاهية؛ كي نقول أن البلاد على حافة الانزلاق، البلاد انزلقت؛ الآن البلاد على حافة أن لا تكون. قد يسخر ساخرُ فيقول: أكثر مما نحن فيه؟ نعم هناك أبشع مما نحن عليه الآن وأبشع منه أضعافاً مضاعفة، وما لم تخرج للناس فئة منهم تتحمل مسؤولية الحل وتمضي إليه بثبات وشجاعة لن تتوقف هذه الحرب وإن نفدت كل الأسلحة. ما نحن فيه الآن أكبر من أن نرمي اللوم فيه على طرف دون آخر، سياسياً أو عسكرياً، الحرب تراكمت أسبابها حتى تشعبت وتأجلت حلولها حتى تعقدت والنتيجة الحتمية كانت الانفجار وقد وقع. الحرب بدأت فعلياً حينما اعتمدت الدولة المليشيات جيشاً بجانب جيش الدولة، ومنذ اللحظة التي أجاز فيها البرلمان قانون قوات الدعم السريع في 2017، وُضعت البلاد على فوهة البندقية، ما تأخر هو قرار الضغط على الزناد. أما وقد وقع الانفجار، علينا جميعاً أن ننظر إلى مستوى أعلى من المسؤولية الوطنية، فالحرب ليست مجرد صراع سياسي نُغذيه وننتصر فيه بالاصطفاف والتلاوم وتصيّد الأخطاء وتوظيفها لضرب الخصوم، هي دمار؛كل ساعة فيها تحصد خسارة هائلة قد لا …

The post قبل أن يتلاشى الوطن appeared first on سودان تربيون.

Exit mobile version