مثقفو الباحة يقرأون التحولات وأثرها على إنسان المنطقة

استعاد عدد من مثقفي الباحة مراحل التحولات الثقافية في منطقتهم وأثرها على الإنسان والمكان، وجاءت الفعالية التي شارك فيها المؤرخ محمد ربيع الغامدي، والناقد الدكتور محمد سعيد ربيع الغامدي؛ ضمن برنامج أمانة منطقة الباحة في مهرجان شتاء الباحة.

واستعرض المؤرخ محمد ربيع، دور الدولة السعودية الأولى في إعادة الجزيرة العربية إلى الضوء، إثر ألف عام من العُزلة، وتأثير الدولة السعودية الثانية في الحفاظ على الفكرة السعودية، ثم بناء الدولة السعودية الثالثة الجزيرة العربية بناءً مؤسسياً، وعدّه أبو التحولات جميعاً. فيما أوضح أن من خصائص الثقافة في منطقة الباحة أن خطوط الإنتاج كانت محدودة زمن توحيد المملكة، وكانت شخصية (ابن سعدية) بحكم أن له بدوته من عِراق السوق؛ والذي يلقي خطباً ومواعظ وتنبؤات تشبه ما كان يلقيه قس بن ساعدة في سوق عكاظ، وكذلك القاضي عمر، وأحمد مدنّة، وابن سرور، وابن جلال، والقاضي المنصوري الذي نشر بعض قصائده في صحيفة القبلة وترك مخطوطاً في التاريخ حققه لاحقاً الدكتور إبراهيم الزيد. ولفت إلى أن منصات النشر كانت تتمثل في السوق، والمناسبات، وقليل جداً من الصحف، فيما تميز ظل شجرة الرقاعة (الجمّيز) بكونه منصة للشعر الشعبي ومسابقاته، وعد (المعلامة) التي تعني الكُتّاب – منطلق المواهب، وأشهر الكتاتيب: الأثمة، بني سار، رغدان، الظفير، وبلجرشي، مضيفاً بأن افتتاح مدارس القرعاوية أسهم في تأسيس ثقافة جديدة في عصرها، ثم جاء عهد المدارس النظامية، وتعززت الثقافة بالمناهج الثريّة والأساتذة المميزين، ليعقبها تفعيل النشاط (مسرح، ومسابقات إلقاء، وفنون وأندية صيفية، ومعسكرات كشفية) ثم الإذاعة، ولاحقاً التلفزيون، ثم أنشأت الدولة الكليات، ثم الجامعات، وتعززت الثقافة في منطقة الباحة؛ وبرزت أسماء أدبية غدت نجوماً في سماء الوطن العربي.

فيما أكد الناقد الدكتور محمد ربيع أن التحولات الثقافية في منطقة الباحة تمر بمرحلة تأسيس مرتبطة بعطاء الإنسان وإنتاجه وحاجته للفرح في ظل ما ينجز، وعدّ فترة ما قبل الصحوة ثقافة شفافة تتحد وتلتقي مع الأرض، مشيراً إلى أن الثقافة الأصيلة تنتمي إلى أرضها، وتمثل ثقافة المكان والإنسان، ولفت إلى أن الكثير من أعمال أدباء الباحة تحاول استعادة المكان الذي فقدته، مضيفاً بأنّ الإنسان يحتاج للفرح من خلال الفن الفلكوري، كلما أرهقته الحياة، فيما عدّ عصر الرؤية محاولة لإعادة الناس إلى طبيعتها، في ظل وعي كبير بالتحوّلات، مؤكداً أن الجيل الشاب الذي لم يعش ويعايش التحديات التي مرت بها المنطقة سيجني ثمار التحولات بأريحية تامة.

فيما علّق الناقد الدكتور معجب الزهراني بأن التحول الوطني برؤية ولي العهد أحدث نقلة غير متوقعة جبّت ما قبلها، وتعززت في زمن قياسي؛ لأنّ لها علاقة بكل تفاصيل الحياة، وذهب إلى أن خطاب الرؤية ليس حداثة بل خطاب إصلاحي تاريخي، وضعته الدولة ممثلة في الرؤية وألقت الكرة في ملعب المثقفين المتمثل في مؤسسات المجتمع المدني.

فيما ثمّن الشاعر حسن الزهراني ما يوليه أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط من رعاية للثقافة والفنون والآداب، وإسهامه المثالي بكل ما يملك في سبيل إنجاح الفعل الثقافي.

وتحفّظ الإعلامي محمد صالح آل ناجم على إغفال أوراق العمل لدور الإعلام كونه الحامل اللوجستي للتحولات. وأعرب الفنان محمد الزهراني عن امتنانه لأمانة الباحة، موضحاً أنه وفاءً للمنطقة يتعمّد إشراك شبان وفتيات الباحة في المسلسلات التي تسند إليه بطولتها.

يذكر أن أمين منطقة الباحة رئيس لجنة شتاء الباحة الدكتور علي بن محمد السواط، أطلق، مساء الثلاثاء الماضي، برنامج شتاء الباحة الأدبي، الذي تنظمه أمانة المنطقة، بالشراكة مع جمعية الأدب المهنية والغرفة التجارية بالمخواة، وتضمنت أكثر من 300 فعالية متنوعة، تنفذها الأمانة، والإدارات الحكومية، والجهات الأخرى، في مختلف محافظات ومراكز القطاع التهامي؛ بهدف تقديم تجربة ترفيهية وسياحية وثقافية متكاملة تلبي تطلعات الزوار.

​https://www.okaz.com.sa/

Exit mobile version