حكاية الإنسان المفقود، البحث في سيرة: “الحر قليل طه وعلي طاهر وسيد بشرى”
ياسر عرمان ولدت الحر قليل طه وكل شيء حولها متواضع إلا جمالها، منذ الصغر الذي لا يشبه أي شيء حولها ويشعرها بالتميز، لقد كان معظم سكان قريتها وجلهم من الفقراء يعتمدون على الزراعة كسائر القرى حولها، والقلة منهم يمتلكون بعض وسائل النقل إلى المدنية وآلات زراعية (كالتراكتور) وحاصدة زراعية يملكها شيخ القرية، وبعضهم يمتلك المواشي والأغنام والضان، وكانت القرية تنام بالقرب من ضفاف النيل الأزرق، وبعضهم يمتلك جروف على النيل خاصة الميسورين من أهل القرية وبعض من فئات المتعلمين الذين يعملون في المدن ومازالت أسرهم في القرية لتقليل النفقات، ومعظمهم من الموظفين والمدرسين والعساكر والبوليس والممرضين والكتبة والمحاسبين وغيرهم من فئات، ومع ذلك فإن أغلبية أهل القرية من اُجراء الريف والعمال الزراعيين والبعض يعمل في المصانع القريبة من القرية. ذلك الخليط خلق من سكان القرية مجموعتين وإن شئت طبقتين ملاك المزارع والجروف والثروة الحيوانية ووسائل النقل والزراعة والمتعلمين وهؤلا يمثلون الطبقة الميسورة، ومن جهة أخرى أُجراء الريف وفقراء المزارعين والعمال، ولكن هنالك صلات غير مرئية بين الطبقتين لا تظهر جلياً للوهلة الأولى من صلات الرحم والأسرة والقبيلة والتزاوج، كانت القرية تحل قضاياها الكبرى في الأفراح والمأتم على نحو جماعي وفِي تكافل جعل فقرائها محاطين بشبكة رعاية إجتماعية واسعة تشمل رمضان والأعياد. كانت الحر قليل في المرحلة الابتدائية والتي سرعان ما …
The post حكاية الإنسان المفقود، البحث في سيرة: “الحر قليل طه وعلي طاهر وسيد بشرى” appeared first on سودان تربيون.