السفير حسام عيسى: المسيرات تصرف يائس ولن تؤثر على الموقف العسكري للجيش السوداني​منصة السودان

القاهرة – صباح موسى-

أكد مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول إدارة السودان وجنوب السودان بوزراة الخارجية المصرية السابق السفير حسام عيسى أن الهدف من إطلاق المسيرات على بورتسودان هو العبث بمقدرات الشعب السوداني ومؤسساته الحيوية.

المليشيا تدعي الحفاظ على مصالح الشعب:

وقال عيسى سفير مصر السابق بالخرطوم في تصريحات خاصة لموقع “المحقق” الإخباري إن مليشيا الدعم السريع غير آبهة بتأثير هذا الدمار على المواطنين السودانين، وهي التي تدعي الحفاظ على مصالح الشعب السوداني، مضيفا أن المليشيا تدمر بهذه المسيرات كل المنشآت المدنية من مطارات ومحطات كهرباء ومستودعات غاز ووقود وطرق وغيرها من البنى التحتية، لافتا إلى أن هذه المسيرات هي تطور نوعي جديد في الحرب باستمرار تدفق الأسلحة للدعم السريع، وقال إنه تطور يستهدف بورتسودان وكل المنطقة الشرقية في السودان والتي كانت بعيدة عن الحرب منذ اندلاعها في الخامس عشر من أبريل عام 2023، واصفا هذا التطور بـ “اليائس” من جانب المليشيا.

القوات المسلحة صمام امان السودان :

وأشار عيسى إلى أن هذه الهجمات تأتي عقب سلسلة كبيرة من إنتصارات الجيش السوداني في الخرطوم والجزيرة وسنار وصمود مدينة الفاشر أمام الحصار وهجمات الدعم السريع المتكررة عليها، ورأى أن هذه التطورات أتت من أجل رفع الروح المعنوية للمليشيا، لإثبات أنها مازالت موجودة على أرض المعركة، وقال لابد من التذكير أن مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة هي صمام الأمان للسودان، وإن المليشيات وجودها دائما مرتبط بفشل الدول وتهديد وحدتها واستقرارها، لأن ولاءها ليس للوطن وإنما هو ولاء قبلي أو إثني أو أسري أو مناطقي أو لدول أجنبية، مضيفا أما القوات المسلحة دائما ولاؤها للوطن ومصلحتها من مصلحته، مؤكدا أن ذلك ماكانت تدعو إليه مصر منذ بداية الحرب، وقال إن السلاح لابد أن يكون في إطار الدولة وهدفه مصلحة الوطن وليس لنصرة فئة داخل الدولة أو لدول خارجية وهذا هو الفارق بين الجيش والدعم السريع، مضيفا أن ذلك يفسر وقوف مصر مع القوات المسلحة للحفاظ على الدولة السودانية، معتبرا أن ذلك كان عين العقل والحكمة من مصر التي أدانت الهجمات على المدنين، وقال إن الرأي العام السوداني مقتنع بذلك، وتبين من نزوح المواطنين لمناطق الجيش والهروب من مناطق سيطرة الدعم السريع، مؤكدا أن هذا استفتاء شعبي لصالح الجيش ودليل ثقة لصالحه، وقال إن الدعم السريع تحاول تغيير موقف الرأي السوداني من الجيش، وهذا يدل على قصر نظر، لأن هذه الهجمات أدت إلى مزيد من غضب الشعب الرافض لسلوك المليشيا.

تاثير الحرب على الدول المجاورة:

وطالب السفير المصري كافة الأطراف الإقليمية والدولية بالإنتهاء عن مساعدة مليشيا التمرد في السودان أوالسماح لأراضيها بأن تكون معبرا لتدفق الأسلحة لها، وقال إن الحرب إذا استمرت بهذه الطريقة سوف تؤثر على الدول المجاورة، مضيفا لابد ألا ننظر تحت أقدامنا، وعدم السماح لهذه الفئة المتمردة باستمرار الحرب والقضاء على ماتبقى من البنى التحتية ومقدرات الشعب السوداني، مشددا على أن الاستمرار في هذا التدمير سوف يؤدي للمزيد من تعقيد الموقف والسعي لإنهيار الدولة السودانية، وأنه سيكون له آثار سالبة على المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن السودان دولة كبيرة تجاور سبع دول ويطل على البحر الأحمر، وقال إن ذلك سيكون له عواقبه على المنطقة والتجارة الدولية.

 

وأكد السفير المصري أن هذه الهجمات لن تؤثر على الموقف العسكري للجيش، وقال إن الجيش بدأ التعامل معها، وإن هذا يدل على استطاعته للتكيف مع هذه الأسلحة الجديدة واسقاطها، داعيا القوى السياسية التي تتحالف مع الدعم السريع والتى تسعي لتشكيل حكومة موازية أن تنظر لنتائج تصرفها، وقال ينبغي على هذه القوى أن تعيد النظر في مواقفها، وأن تنظر إلى مصلحة الوطن ونبذ الخلافات السياسية الضيقة لإنقاذ سفينة الوطن

 

مؤكدا أن مصر من أكثر الدول حرصا على السودان، وأنها لعبت وتلعب أدورا كبيرة لصالح وحدته واستقراره أكثر من تيارات سودانية داخلية، وقال رغم الهجوم على مصر من بعض القوى السودانية إلا أنها تعاملت مع الأزمة بصورة واضحة وإنها وقفت بجوار الدولة السودانية، مضيفا أن مصر رغم ظروفها الإقتصادية الصعبة استقبلت الملايين من السودانين، إضافة إلى المساعدات التنموية والاستعداد لإعمار مادمرته الحرب، وأنها سعت في المحافل الدولية من أجل الحفاظ على وحدة السودان، معربا عن أمله بأن تلعب الدول الأخرى دورها في السودان، متسائلا ما الهدف من تشكيل حكومة موازية في البلاد، وقال إن ذلك سيؤدي بالسودان إلى دولة فاشلة، والتجارب حولنا كثيرة وتؤكد هذا السيناريو.