
متابعة – منصة السودان –
قال د. هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة في خطاب له مساء امس بالاحتفال باليوم العالمي للملاريا الذي يصادف 25 أبريل من كل عام تحت شعار (ما دايرين روح بالملاريا تروح)، قال لاتزال الملاريا رغم بساطتها كمرض؛ تمثّل الخطر الأكبر على صحة المواطن في السودان، فقد سجّل السودان خلال العام الماضي ما يزيد على مليون و500 حالة وأكثر من 900 وفاة، أي أننا فقدنا ثلاثة أشخاص يومياً بسبب الملاريا خلال العام 2024م.
وقال كان لحرب الخامس عشر من أبريل دوراً كبيراً في تعطيل حركة المؤسسات الصحية وتقليل مستوى تقديم الخدمات بسبب الدمار الذي طال مؤسسات النظام الصحي كافةً، وتواصل تطور الوضع الصحي والأمني في البلاد بصورة مستمرة وديناميكية عالية، مما أدى إلى تأثيرات كبيرة في حركة السكان وبالتالي حركة الناقل والطفيل مما أدى إلى تغيّر صورة الوباء في البلاد أيضاً.
وابان وزير الصحة أن مكافحة الملاريا تواجه كذلك الكثير من التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية وظهور مهددات بيولوجية مثل ظهور نواقل جديدة ومقاومة الطفيل للعلاج، مما وضع عبئاً كبيراً على البرنامج لمواجهة هذه التحديات، واستمر البرنامج القومي لمكافحة الملاريا وإدارة المكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض في مواكبة التغييرات ومتابعتها ومحاولة الإستجابة لها بمتابعة ورصد حركة الناقل والحالات لتحديد التدخلات المناسبة ومن ثم الإستجابة السريعة لحصر الوباء أينما حدث.
واشار الوزير إلى أن العام الماضي شهد جهود عظيمة وإنجازات في جميع الولايات من حملات لمكافحة نواقل الأمراض، وتوفير لأدوية الملاريا المجانية ومعينات التشخيص في جميع المؤسسات الصحية بدعم مقدّر من صندوق الدعم العالمي وتدريب للكوادر الصحية على كيفية تشخيص وعلاج الملاريا، والتركيز على خفض إصابة الحوامل بالملاريا من خلال توفير التدخلات الوقائية اللازمة،
واضاف قائلا أخيراً وبالإرادة العظيمة تتوّج العام بإنجاز كبير حيث تم إدخال لقاح الملاريا للأطفال دون سن الخامسة كمكمّل لبقية التدخلات إبتداءاً بولايتي القضارف والنيل الأزرق ومن ثم تدخل بقية الولايات تدريجياً خلال العام الحالي.
عودة الخدمات الصحية في ولايات البلاد
وبشر وزير الصحة بأن الربع الأول من العام 2025م يعد فترة إنتصارات للجيش السوداني وعودة إستقرار الأوضاع الأمنية لعدد من الولايات التي كانت سابقاً مناطق نزاع. حيث عادت ولايات الجزيرة وسنار وأخيراً الخرطوم لتصبح مناطق آمنة ومستعدة لإستقبال السكان وعودة الخدمات الصحية، ويقابل البرنامج القومي لمكافحة الملاريا وإدارة المكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض هذه الفتوحات بإستعداد كامل مع البرامج الولائية لضمان وجود بيئة خالية من نواقل الأمراض، وخدمات صحية من تشخيص وعلاج مكافحة لأعداد العائدين من السكان.
مادايرين روح بالملاريا تروح:
واضاف ظلّت وزارة الصحة تضع مكافحة الملاريا ضمن أولوياتها القصوى وتوفر الدعم اللازم من مواردها وموارد الشركاء والمانحين لتحقيق هدف دحر الملاريا في البلاد، ونعلن اليوم أن شعارنا في وزارة الصحة للعام 2025 هو “ما دايرين روح بالملاريا تروح” لأن كل روح سودانية ثمينة، وكل ضحية من ضحايا الملاريا هي خسارة لا تُحتمل لوطننا الحبيب.
توفير ادوية الملاريا و الناموسيات:
وستلتزم الوزارة متمثلة في البرنامج القومي لمكافحة الملاريا وإدارة المكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض مع شركائها من منظمات أمم متحدة ومنظات مجتمع مدني ومنظمات وطنية وإقليمية ومانحين إستراتيجيين بعمل كل التدخلات اللازمة من توفير لأدوية الملاريا والناموسيات وحملات الرش المستمرة وتوفير اللقاحات لتحقيق هذا الهدف، وتتواصل الإحتفالات باليوم العالمي لتشمل سلسلة من التدخلات خلال شهر مايو.
اشادة خاصة بالجيش الابيض :
وقال هيثم تستند وزارة الصحة على ذراعها الأقوى وهي الكوادر الصحية والجيش الأبيض، حيث يلعب الدور الأول والأساسي في توعية المواطن بخطورة مرض الملاريا وكيفية الوقاية منه وتقديم العلاج المناسب، كما تستند على ذراع أخرى وهي المجتمعات المحلية، وتعتبرها مدخلاً لنشر الوعي وتقديم الخدمات الصحية المجتمعية، وسد الفجوات في توصيل الخدمات والملاريا مرض يمكن هزيمته لو توحدت الجهود فلنعمل معاً لتحقيق شعارنا ونلتزم به أن “ما دايرين روح بالملاريا تروح” ونعمل جميعاً لبلاد خالية من وفيات الملاريا.