العودة الى السودان
فرانشيسكا أرشيدياكونو “أعود إلى السودان حاملةً قلبي لحظات القرب التي جمعتني بالسودانيين، حينما شعرنا بأن الحياة شبه طبيعية…” “للسودان مكانة خاصة في قلبي. أمضيت فيه عدة أشهر، من أكتوبر/تشرين الأول 2022 وحتى يوليو/تموز2023، خلال فترة مثقلة بكبرى الأحداث. وفي حين هدفت استجابتنا آنذاك إلى دعم اللاجئين والمجتمعات المحلية المحرومة في مواقع محددة، سرعان ما اشتدّت الأوضاع حدةً وبتنا نخوض غمار نزاع مدمّر. ما زال اليوم الذي اندلعت فيه الحرب محفورًا في ذاكرتي. كان صباح يوم سبت، ولم يتوقّف هاتفي عن استقبال الرسائل والتحذيرات. كنت يومها بعيدة عن الخرطوم في زيارة لمشروعنا للاجئين الإثيوبيين والمجتمعات المضيفة في مخيم أم راكوبة في ولاية القضارف. وعندما أدركنا حدّة الوضع، ألغينا جميع الأنشطة المقررة لتلك الزيارة الميدانية. خلال الأيام الأولى، تمحورت الجهود حول تنظيم عمليات الإجلاء وضمان سلامة فرقنا ومرضانا في الخرطوم وأم درمان والجنينة. لم تراودني فكرة مغادرة السودان قط، رغم قربي من الحدود. وخلال بضعة أيام، تحولت الخرطوم من عاصمة مستقرة إلى ساحة حرب مدمَّرة. واندلعت موجات جديدة من العنف في مواقع عديدة في البلد وفي أنحاء دارفور. لم يكن الدّمار الذي شهدناه جلّ ما أتذكره من هذه الفترة، بل صمود السكان ولطفهم رغم العنف والنزوح والظروف القاسية التي عاشوها. كان زملائي السودانيون يتواصلون معي على الدوام للاطمئنان على حالي ويشعرونني وكأنني …
The post العودة الى السودان appeared first on سودان تربيون.