بين يدي لقاء قائدي الجيش والدعم السريع المرتقب
بابكر فيصل لقد كان موقفنا الجلي منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب هو ضرورة السعي لوقفها بكافة السبل، وفي الوقت الذي كان فيه خطاب دعاة المواجهة العسكرية يُبشِّر المواطن البسيط بحسمها في ساعات معدودة وأنه “جارِ اعتقال الشقيقين الشقيين”، كنا نقول أنه لن يكون هناك منتصر في هذه الحرب وأن الوطن سيدفع ثمناً باهظاً جراء استمرارها. وكذلك فإننا حذرنا من خطورة ما تنطوي عليه هذه الحرب من استقطاب جهوي وعرقي، وأن مآل ذلك لن يكون سوى تمزيق النسيج الوطني تمهيداً للفوضى الشاملة التي يغذيها خطاب الكراهية والتحشيد الأعمى للمكونات الاجتماعية. قد كشفت الإنتهاكات الواسعة التي قامت بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، ومن قبلها الخرطوم ودارفور، عدم قدرة القيادة على السيطرة الكاملة على المقاتلين، ومع استمرار الحرب وما تنطوي عليه من إمكانية بروز قيادات ميدانية منشقة “أمراء حرب” تُغري أتباعها بالغنائم والأسلاب، وهو ما حدث في تجارب شبيهة مثل الصومال، فإنًّ ذلك يعني الخروج على قرارت المنظومة في الميدان. ومن ناحية أخرى، فإنَّ حملات التعبئة التي يقودها دعاة استمرار الحرب من الفلول وغيرهم والتي ترتكز على توزيع السلاح على المواطنين بصورة كبيرة، ستؤدي لذات النتيجة المتمثلة في كسر منظومة “القيادة والسيطرة” لدى القوات المسلحة عبر عصيان الحشود المسلحة، التي تُحرِّك القائمين على أمرها أهدافاً سياسية تتجاوز قضية الدفاع عن النفس، …
The post بين يدي لقاء قائدي الجيش والدعم السريع المرتقب appeared first on سودان تربيون.