ثورة السودان المغدورة
د الشفيع خضر سعيد قبل أيام هلت الذكرى الخامسة لثورة السودان المغدورة، والتي لازمها الغدر منذ لحظة الإطاحة برأس النظام السابق. فمنذ تلك اللحظة، ظل ساعد الغدر ومحاولات إجهاض الثورة يشتد ويقوى، متغذيا على حقيقة أن انتصار الثورة ظل جزئيا وغير مكتمل بتوقفه عند الإطاحة بالغطاء السياسي لتحالف الاستبداد والفساد، بينما جسد هذا التحالف باق ينخر في عظام الثورة وينسج خيوط غطاء سياسي بديل، لينقض ويحكم من جديد بقوة الدم المسفوح. وكنا على يقين تام بأنه حتى إذا لم يتمكن جسد هذا التحالف من استرداد السلطة، فلن يهمه أن تدخل البلاد في نزاع دموي مدمر، سيكتسب الديمومة بفعل عدد من العوامل الداخلية والخارجية. فداخليا، من الصعب على تحالف الفساد والاستبداد أن يفرط في الثروات الضخمة التي راكمها خلال عقود الإنقاذ الثلاثة، وهي ثروات لم تُجنَ بكدح عرق الجبين أو بتدوير رأسمال متوارث، وإنما باستغلال يد السلطة في نهب موارد البلاد وسرقة أحلام مستقبل شبابها. وفي ظل حقيقة أن هذه الثروات لم تُمس بعد الإطاحة بالبشير، وجرى استخدامها في التحضير الجدي للانقضاض، وأن الجرائم البشعة التي أرتكبت خلال حكم الإنقاذ ثم إبان حراك الثورة، لاتزال دون مساءلة أو عقاب بينما مرتكبوها لا يزالون في مواقع السلطة، ومع وجود قوة مسلحة ضمن هياكل السلطة الجديدة، والمفترض أنها شريك الثوار في الثورة، لكنها …
The post ثورة السودان المغدورة appeared first on سودان تربيون.