داليا الياس .. تكتب البحر في السهلةمنصة السودان

متابعة – منصة السودان –
والعنوان يشرح المضمون بإختصار…. فسواحلنا الثمينة التي يدرك الأعداء قيمتها أكثر منا علي مايبدو… مفتوحة علي مصرعيها للغاشي والماشي في زمن إحتدام الصراعات العالمية علي كافة المستويات.
أجهزة المخابرات التي تزداد في كل يوم شراسة وخبثاً وتطوراً، وتبرع في إبتكار الأساليب حتي تفت في عضد السودان تحديداً من الداخل وتأتيه من مأمنه… لم يفت عليها بأي حال من الأحوال أن تدخل لعمقنا الأمني عن طريق البحر… فظلت السفن الأجنبية تجوبه جيئةً وذهابا، تحمل خيراتنا وتأتينا بمخاطرها من كل نوع دون رادع أو مراجع.
هل توقفتم يوماً لتتساءلوا عن الأسباب التي تجعل الإهتمام بتكوين أسطول نقل بحري وطني يأتي في ذيل إهتمامات الحكومات المتعاقبة؟!!
هل سألتم أنفسكم عن النتائج المترتبة علي أعتمادنا كلياً علي بواخر أجنبية في كل مايتعلق بتفاصيلنا الإقتصادية ولوازمنا الحكومية؟!!
هل خطر علي بالكم مايمكن أن يحاك من مؤامرات في عرض هذا البحر العريض الممتد؟!
إليكم بعض النماذج الواضحة للعيان ولكننا نحاول أن نحجب الشمس بأصبع الإبهام :
١. نفوق الماشية قيد التصدير دون أسباب واضحة.
٢.
٢. تأخر وصول البضائع الحيوية مثل الأدوية والأسمدة مما يعرضها للفساد والتلف وهو مايظهر جلياً في فشل المواسم الزراعية وأنعدام الأدوية لاسيما المنقذة للحياة.
٣.المشاكل التي يتعرض لها الحجيج في كل عام.
٤.تراجع الإسهام البحري في مجال السياحة.
٥.رداءة الخدمات وعدم تطوير الموانئ نسبة للإهمال.
٦.المشاكل التي تصاحب مدخلات الإنتاج الصناعي والتجاري من كل نوع.
وغيرها الكثير المثير من التفاصيل الدقيقة.
والان… في ظل هذه الحرب الوجودية… يعد هذا البحر العريض ثغرة متسعة ينسرب منها الأعداء بشتي الطرق… فليس لدينا أسرار عسكرية، وكل أنباء العتاد القادم مشاعة علي الملأ… نفتقر للخصوصية والأمر ينسحب علي جميع الأجهزة الأمنية والمؤسسات بالغة الحساسية.
فحتي متي يظل بحرنا مستعمرةً أجنبية ونحن نتشدق بشعارات الكرامة والسيادة الوطنية؟!
لماذا يمارس الإقصاء علي شركات الناقل الوطني ولايتم تشجيعها ودعمها لأجل ترقية أسطولها وزيادته بحيث يصبح زيتنا في بيتنا بدلاً عن أن نظل نهباً للشركات الأجنبية وأجهزة المخابرات العالمية ونحن نعلم ونعي ونقف مكتوفي الأيدي؟!!
لماذا تمعن الجهات المعنية بدس المحافير كلما حاولت شركة وطنية أن تجتهد بشكل خاص في إنقاذ مايمكن إنقاذه من ماء وجه هذا القطاع الهام والمتكلس وشرعت في توفير بواخر ومعينات تعود بالخير للبلاد والعباد؟!! (تاركو) نموذجاً!!
والله إني في حيرة من أمر تركنا لهذا الساحل الطويل الممتد سداحاً مداحاً لكل صاحب غرض أو مصلحة دون أن نحرك ساكناً لا رسمياً ولا شعبياً.