سوداني وكفي .. بقلم محمد عبد القيوم عبدالحليم الفيتو والحرب الالكترونية (2)منصة السودان

متابعة – منصة السودان –
اموالا طائلة ومئات الآلاف من الكوادر البشرية المدربة على كل أنواع المهارات المستخدمة في الحرب الإلكترونية وعدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون دولة أوكرانيا غطاء لتلك الحرب المفتعلة ضد روسيا بغرض تدميرها وتكبيدها الخسائر ويتمحور مفهوم تلك الحرب الإلكترونية في نظرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في وثائقهم التأسيسية إلى أن روسيا هي أحد المصادر الرئيسية للتهديدات في مجال المعلومات ويتضح ذلك مثالا من خلال الوثائق الآتية :
توجيهات مجلس حلف شمال الأطلسي بصدد الحرب المعلوماتية 2021م .
خطة العمل رقم 6 لمنطقة الإتصالات الإستراتيجية للإتحاد الأوربي 2015م .
إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي 2022م.
إستراتيجية الإستخبارات الوطنية الأمريكية 2023م .
الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في الولايات المتحدة 2023م .
ومن خلال الإطلاع على كل تلك الوثائق يتضح ما بما لايدع مكانا للشك أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مستخدمين الغطاء الأوكراني يخوضون حربا إلكترونية ضد روسيا المهدد الأول
لكل الأطماع الأمريكية في تشكيل واقع دولي مبني علي الهيمنة الأمريكية . ومن خلال وقائع تلك الحرب شهد العام 2010م نشاطا لدول حلف شمال الأطلسي في المشاركة في إصلاح وحدات الأمن السيبراني الأوكرانية ويتم تنفيذ العمل عن طريق نظام الصناديق المتخصصة مثل( صندوق الناتو الائتماني لأوكرانيا – القيادة والسيطرة والإتصالات وأجهزة الحاسوب) بمشاركة ممثلين من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الحرب وهم بريطانيا وكندا واستونيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وكرواتيا وهولندا في تدريب المتخصصين الأوكرانين . وفي العام 2022م ارسلت إدارة الرئيس بايدن موظفين من البنتاغون يتبعون لقيادة الأمن السيبراني والاستخبارات الرقمية والذكاء الاصطناعي وآخرين من وكالة الأمن القومي(قيادة عمليات الشبكة) وكانت مهام أولئك الموظفين التفاعل مع القوات الأوكرانية المتمثلة في(قيادة قوات الإتصالات والأمن السيبراني والمركز الخاص لقوات العمليات الخاصة) في تنظيم الهجمات الإلكترونية علي الموارد الروسية . وتمضي تفاصيل وقائع الحرب الإلكترونية الشرسة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ضد الدب الروسي حيث قامت القيادة السيبرانية الأمريكية المشتركة في الفترة من نوفمبر 2021م إلى فبراير 2022م في إطار برنامج تم تسميته (صيد الخطوط الأمامية) فرقا خاصة في أوكرانيا تحت غطاء مساعدة كييف . كما جمعت معلومات عن الأساليب والطرق المستخدمة من قبل الإستخبارات الأجنبية في مجال المعلومات وإعداد إجراءات مدمرة عبر الشبكة العنكبوتية ضد الدب الروسي. ومنذ العام 2022م نظمت دوائر الاستخبارات الأمريكية عملا منهجيا لإجراء عمليات سيبرانيه ضد مواقع المعلومات الروسية مستخدمة الأراضي والبنية التحتية والشبكات الأوكرانية. وتتمثل المهمة الرئيسية لدوائر الاستخبارات الأمريكية في تشغيل أكبر عدد من المشاركين من الأجهزة الخاصة والهيئات الحكومية الأخرى والمنظمات الخاصة بحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية للعمل في كل المسارات المتبعة في الحرب الإلكترونية ضد روسيا حيث يعمل مئات من موظفي القيادة السيبرانيه الأمريكية بنظام التناوب في أوكرانيا لتنفيذ الأنشطة التخريبية في الفضاء الرقمي ضد روسيا بمشاركة مباشرة في تنفيذ وتنظيم الهجمات الإلكترونية وذلك عبر تحديد الاهداف :
وضع الخطط للهجمات الإلكترونية .
متابعة تنفيذ الخطط والرقابة عليها . فيما يقوم موظفو مراكز التميز التابعة لحلف شمال الأطلسي في مجال الأمن الإلكتروني والإتصالات الإستراتيجية بتنفيذ تلك الخطط والهجمات الإلكترونية الموجه ضد روسيا فيما تتولى مديرية عمليات شبكات الحاسوب التابعة لوكالة الأمن القومي ومديرية الاستخبارات الرقمية والدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية والتي يتواجد موظفوها بصورة دائمة في كل من مدينتي كييف ولفوف بمهمة تنسيق تلك الهجمات .
وتنظم تلك الهجمات بالتعاون والتنسيق التام مع قيادة قوات الاتصالات والأمن السيبراني الأوكراني والمركز الخاص لقوات العمليات الخاصة التابع لجيش تكنلوجيا المعلومات الاوكراني. وتبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهدا خارقا لمحاولة إخفاء مشاركتها في الهجمات الإلكترونية ضد روسيا رغم كل الأدلة والبراهين التي تثبت تورطها في تلك الهجمات حيث يتم تقديم أوكرانيا دوما باعتبارها الجهة الوحيدة التي تخطط وتنفذ الهجمات الإلكترونية ضد روسيا ولكن الواقع يثبت أن أوكرانيا مجرد واجه لا أكثر لتلك الخطط المنفذة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. ولتحقيق تلك الأهداف وضمان نجاح الخطط والهجمات تستخدم أوكرانيا بشكل نشط قدرات مجاميع القراصنة المسماه (جيش تكلنوجيا المعلومات الأوكراني).ويضم هذا الجيش حوالي 130 مجموعة قراصنة الكترونيين يترواح أعضائها ما بين 100 و 400 ألف عضو وتزعم أوكرانيا أنه تطوعي والواقع يقول أنه يصرف عليه أموالا طائلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عبر الوسيط لتنفيذ تلك الهجمات لاوكرانيا .
ومازال في مداد حبرنا المزيد من المعلومات عن تلك الحرب الإلكترونية .