أخبار الخليج

سغراء باغيرزادا لـ«عكاظ»: هذه حقيقة الأشباح في حفلاتي

في أول ظهور إعلامي لها في الشرق الأوسط، تتحدث الفنانة الأذربيجانية سغراء باغيرزادا إلى «عكاظ»، عن رحلتها الإبداعية، التي بدأت من المسرح والسينما وصولاً إلى الفنون البصرية، حيث ابتكرت أسلوباً فنياً فريداً يمنح الطبيعة لمسة خالدة. تكشف في هذا اللقاء تأثير هويتها الأذربيجانية على أعمالها، ودور المرأة في المشهد الفني اليوم، كما تتطرق إلى جدل قديم أُثير حول حفل طفولتها الذي زُعم أنه شهد ظواهر غامضة.

• متى أدركتِ أن الفنون البصرية ستكون مسارك؟ وكيف أثّرت خبرتك السابقة على رؤيتك الفنية اليوم؟

•• عادةً، لا يدرك الإنسان أهمية التجربة إلا بعد أن يعيشها. لهذا، قد يكون من الصعب ملاحظة اللحظة التي يبدأ فيها الفنان بالتشكل داخلك، خصوصاً إذا كنتِ محاطة بالفن منذ الطفولة. أرى أن حياتي في الفنون، بدءاً من المسرح والسينما في سن السابعة، إضافة إلى عملي في مجال الهندسة الكيميائية المتخصصة في المركبات الجزيئية العالية، قد ساهمت جميعها في تشكيل رؤيتي الفنية. كثيراً ما تساءلت بعد تركي للمسرح هل كان والداي على حق عندما منعاني من الاستمرار في الغناء والتمثيل؟ لكن عندما أنظر إلى أعمالي اليوم أدرك أن الله رسم لي هذا الطريق.

• كيف تنعكس الهوية الأذربيجانية في أعمالكِ؟

•• كل فنان يعكس ذاته وعالمه الداخلي في أعماله. لهذا، فإن ثقافة أذربيجان، بدينها وطبيعتها الفريدة، تتغلغل في إبداعي بشكل تلقائي. على سبيل المثال، عمل طريق الحقيقة يضم وروداً بيضاء، وبذوراً مباركة من الكعبة، ورمالاً من جبال آدم وحواء، التي تعد أماكن مقدسة للمسلمين. أما نافورة الحب، فتعكس جمال باكو، كما أن الورود واللؤلؤ في أعمالي تجسد معالم تحمل رمزية خاصة في ثقافتنا. الهوية الأذربيجانية ليست مجرد تأثير، بل هي جوهر فني.

• ما الأسلوب الفني الذي يميز أعمالكِ التشكيلية؟ وهل تأثرتِ بمدارس فنية معينة أو بفنانين محددين؟

•• أستلهم أعمالي من عدة مدارس فنية، خصوصاً الانطباعية، فأنا أحب مونيه. كما أنني متأثرة بالفن الياباني وفلسفة الإيكيبانا. ومع ذلك، لا يمكن تصنيف أعمالي على أنها لوحات تقليدية أو مجرد تشكيلات زهرية، فقد أنشأت اتجاهاً جديداً في الفن، وأمتلك حقوق الملكية الفكرية لتقنية تحويل الزهور الحية إلى أعمال فنية خالدة.

• كيف ترين دور المرأة في الساحة الفنية الأذربيجانية والعالمية؟

•• أعتقد أن عالم الفن أصبح أكثر انفتاحاً أمام المرأة، وهذا أمر مشجع. مثل العديد من النساء، واجهت تحديات، منها ضرورة إثبات نفسي في هذا المجال. للأسف، لا تزال هناك تحيزات مجتمعية، والفن قد يبرر أحياناً هذه التحيزات بطرق مختلفة. لكن النجاح في هذا المجال يعتمد على الحظ، وكذلك على تربية المرأة وثقافتها. فإما أن تصبح مصدر إلهام وتنشر طاقة إبداعية، أو تكون مجرد موضوع للشائعات والدعاية السلبية.

• خلال إحدى حفلاتكِ في الطفولة، انتشرت شائعات حول فيديو متداول على تيك توك، يُقال فيه إن «شبحاً ظهر» أو أن «حريقاً غامضاً» اندلع على المسرح. ما مدى دقة هذه الشائعات؟ وهل تتذكرين تفاصيل ذلك اليوم؟

•• إذا أراد شخص أن يرى الأشباح، فلا يمكنني منعه! (تضحك). كل ما أعرفه، هو أن مسرح البولشوي في موسكو لم يحترق منذ 1959م، وهذه معلومة يمكن التحقق منها بسهولة. نحن نتحدث الآن، وكما ترون، لستُ شبحاً أيضاً! لكن المثير أن هؤلاء الأشخاص لا يكتفون بالكتابة عن الأمر، بل يرسلون لي رسائل مباشرة على إنستغرام! على أية حال، يسعدني أن أغنيتي Jujalarim وجدت حياة جديدة، ربما بفضل هذه الشائعات، رغم أنني لم أتوقع ذلك.

• كيف أثّرت عائلتكِ على رحلتكِ الفنية؟ هل حصلتِ على دعمهم منذ البداية؟

•• عائلتي دعمتني دائماً، رغم أن هناك لحظات اصطدمت فيها توقعاتهم برغباتي. أحمد الله أنني لم أضطر للتضحية بأي شيء، لكن مع مرور الوقت، أدركت أن لكل شيء معنى. أحياناً أندم على قلة مشاركتي في التمثيل بسبب انشغالي. في الحقيقة، لو تمكنتُ من جمع مبلغ كافٍ من مبيعات أعمالي الفنية سأستثمره في إنتاج فيلم وأكون بطلته!

• هل تعتقدين أن الجوائز تضيف للفنان قيمة أم أن تأثير أعماله هو العامل الحقيقي في تحديد مكانته؟

•• الجوائز ليست مصدر إلهامي، بل العكس هو الصحيح. عندما تحصل على لقب «فنان مستحق» قد تتساءل لماذا لم تحصل على «فنان الشعب»! من بين الجوائز التي حصلت عليها ميدالية ليوناردو دا فينشي التي تحمل مكانة خاصة لدي، ليس لأنها واحدة من أرقى الجوائز الفنية، بل لأنها تذكرني دائماً بارتباطي بعالم الهندسة والإبداع مثل دافنشي.

• كيف تنظرين إلى جمهوركِ في العالم العربي؟ وهل لديكِ خطط للتواصل معهم أكثر أو تقديم أعمال مستوحاة من الثقافة العربية؟

•• أنا سعيدة جداً لأن أعمالي لاقت صدى في العالم العربي، فهذا يلهمني كثيراً. لهذا، وافقت فوراً على إجراء هذه المقابلة. وآمل أن يكون هناك تواصل أكبر مع هذا الجمهور في المستقبل.

• كيف ترين مستقبلكِ الفني اليوم؟ ما المشاريع الجديدة التي تعملين عليها؟ وهل لديكِ خطط لإقامة معارض في العالم العربي قريباً؟

•• المستقبل بالنسبة لي هو مساحة مفتوحة للإبداع والتجديد، وأنا متحمسة لما هو قادم. حالياً، أعمل على مجموعة من الأعمال الفنية التي أسعى لعرضها في معارض دولية، وأحد أهم أهدافي هو تقديم أعمالي للجمهور في العالم العربي، حيث وجدت اهتماماً كبيراً بفني.

​https://www.okaz.com.sa/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *



زر الذهاب إلى الأعلى