متابعة – منصة السودان –
أغرق طوفان القوات المسلحة السودانية مليشيا الدعم السريع واقتلعها بالمرة من ولاية الخرطوم .واحكم الجيش سيطرته على العاصمة بعد سلسلة عمليات عسكرية ناجحة شنها على المليشيا ،وختمها فجر الاربعاء بأكبر اجتياح بري للقوات .
في غضون ذلك قال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان والقائد العام للقوات المسلحة من داخل القصر الجمهوري (انتهى الأمر.. الخرطوم حرة ).
وتفقد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان القوات المنفتحة بمطار الخرطوم الدولي ، كما تفقد القوات بالقصر الجمهوري.وحطت طائرة البرهان بمطار الخرطوم في أول رحلة يستقبلها المطار منذ إندلاع الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، وكان في استقباله بالقيادة العامة أعضاء هيئة أركان القوات المسلحة ،وسجد البرهان فور وصوله مطار الخرطوم لله حمدا على تحرير الخرطوم .
اكبر اجتياح :
وسيطر الجيش السوداني، الأربعاء، في أكبر إجتياح عسكري بري على مواقع عسكرية ومدنية ومناطق واسعة في العاصمة الخرطوم من قبضة مليشيا الدعم السريع ليعلن خلو العاصمة من تلك القوات الا من بعض الجيوب الصغيرة التي لاتحسب.
ومنذ ساعات الصباح الأولى ليوم الاربعاء، انفتح الجيش نحو مناطق العاصمة المختلفة محققاً إنتصارات كبيرة حيث اكمل سيطرته على جسر سوبا الرابط بين شرق الخرطوم بجنوبها علاوة على سيطرته الكلية على جسر المنشية الرابط بين احياء شرق النيل بوسط الخرطوم، فيما يقود مواجهات عنيفة بالقرب من جسر جبل الأولياء آخر المنافذ المتبقية لقوات الدعم السريع.
و تمكن الجيش من السيطرة على الجزء الأكبر من محلية جبل اولياء بعدما قادت قوات درع السودان المتحالفة مع الجيش ومتحرك النخبة الأول التابع لجهاز المخابرات العامة مواجهات عنيفة ضد مليشيا الدعم بالقرب من جسر جبل الاولياء.
آخر معقل:
وقال المتحدث، بإسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله إن الجيش استلم معسكر المليشيا بطيبة الحسناب بمحلية جبل اولياء.ويعد المعسكر أحد المواقع الرئيسية للمليشيا في العاصمة، وظل يتعرض باستمرار منذ بدء القتال للقصف الجوي بواسطة الطيران الحربي التابع للجيش.واوضح المتحدث، بأن معسكر “طيبة” يُعد آخر معاقل ما أسماها بمليشيا آل دقلو بوسط البلاد وآخر معاقلها بالخرطوم.
ونوه أن ما تبقى من وجود لقوات الدعم السريع هي مجرد جيوب قال بانه سيتم القضاء عليها عاجلاً.
إزالة التحصينات والارتكازات:
وواصل الجيش انتشاره الواسع في عدد من المحاور الاستراتيجية، بما في ذلك شارع الستين، وشارع عبيد ختم، وشارع الهواء، ومنطقة الصحافة، وذلك عقب إزالة الارتكازات والتحصينات التي كانت تتمركز فيها مليشيا الدعم السريع، كما أنه سيطر على مطار الخرطوم الدولي حتى منطقة الصينية المركزي
وسيطر جنود من سلاح المدرعات على الميناء البري واحياء النزهة والصحافات، كما تمكن متحرك القيادة العامة من السيطرة على برج الاتصالات والمدخل الغربي لجسر المنشية.
وبثّ، ناشطون، مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي أظهرت انتشار الجيش في عدد كبير من الاحياء كما أن المواطنين خرجوا فرحين في عدد من المناطق وهم يستقبلون جنود الجيش.
فرار سيرا بالاقدام:
وفي ذات السياق نشرت منصات تابعة للجيش مقاطع فيديو جرى تصويرها بواسطة طائرة مُسيّرة أظهرت تجمع لاعداد كبيرة من جنود وأسر عناصر قوات الدعم السريع وهم يعبرون جسر جبل اولياء من الخرطوم نحو امدرمان سيراً بالأقدام.
وقال المتحدث، باسم الجيش أن القوات المسلحة وقوات الاحتياطي المركزي والقوات المساندة لها واصلت تقدمها في محور شرق الخرطوم وقامت بتطهير مقر اللواء الأول مشاة آلي بالباقير وتمشيط المنطقة وتكبيد ما أسماها بمليشيا آل دقلو الإرهابية خسائر كبيرة في المعدات والأرواح.
ويعد معسكر الباقير، الواقع في اقصى جنوب الخرطوم في الحدود مع ولاية الجزيرة من أول المواقع التي شهدت مواجهات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع في الساعات الاولى لبدء الحرب قبل أن تعلن قوات الدعم السريع سيطرتها على المقر الذي كان يضم بداخله اعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات القتالية.
ومنذ يوم الإثنين، الماضي بدأ عناصر المليشيا الانسحاب من احياء العاصمة المختلفة، ولاحقت القوات المنسحبة اتهامات بإرتكاب انتهاكات واسعة طالت المدنيين شملت القتل والنهب والاغتصاب.
وفي وقت سابق، أكد قائد عمليات الخرطوم اللواء البيلاوي أن قوات الجيش تتقدم .
وأضاف أنها تمكنت من عبور جسر المنشية وتمشيط المنطقة الشرقية للجسر بالكامل،وأشار الجيش السوداني إلى أنه كبد “الدعم السريع” “خسائر كبيرة في المعدات والأرواح” في منطقة الباقير.
كما أعلن الجيش تقدم قواته بسلاح المدرعات في مدينة الخرطوم وأنه سيطر على مقر الدفاع الجوي بالخرطوم.وقال سلاح المدرعات إن قواته سيطرت على مباني كلية الهندسة جامعة السودان وكامل حي النزهة وشارع الصحافة بجانب ميناء الخرطوم البري.
وذكر مراسل قناتي “العربية” و”الحدث” أن الجيش السوداني سيطر على جميع جسور العاصمة.
وأشار إلى أن الجيش أغلق طريق الخرطوم – جبل أولياء وسيطر على معسكر طيبة جنوبي الخرطوم.
أحداث متسارعة:
وتأتي هذه التطورات بعيد أيام على بسط الجيش السوداني سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن إلى جانب استعادة السيطرة على جزيرة توتي والقصر الرئاسي.وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تصدرت هذه الأحداث المتسارعة المشهد، حيث تداول المستخدمون فيديو يُظهر هروبًا جماعيًا لعناصر المليشيا عبر جسر خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم.وانتشرت مقاطع أخرى توثق انتشار عناصر الجيش السوداني في شارع الستين قرب منطقة أوماك ومسجد سيدة سنهوري شرق الخرطوم.في سياق هذه التطورات، رأى مغردون أن الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوداني على قوات الدعم السريع تُعتبر هزيمة ساحقة لداعمي هذه القوات من الخارج.
هزيمة وليس انسحاب:
بالمقابل قال قائد عمليات جنوب الخرطوم بالجيش السوداني اللواء عبدالمنعم عبدالباسط ، في تصريحات صحفية، إن الجيش هزم قوات الدعم السريع ولم تنحسب.وشدد على أن المعارك لن تتوقف وستستمر لملاحقة الدعم السريع في إقليمي دارفور وكردفان غربي البلاد، وبشر بأن المواطنين سيعود الى الخرطوم خلال عيد الفطر.
وفي سياق أفادت مصادر عسكرية وأخرى محلية لـ(الجزيرة) بانها ترصد انتشاراً واسعاً لمليشيا الدعم السريع جنوبي مدينة أم درمان، بالتزامن مع حدة الهجوم الذي شنه الجيش السوداني، الايام الماضية، اليوم على مواقعها بمدينة الخرطوم .ورصدت الجزيرة خلال جولة ميدانية خلو مناطق واسعة بشرق العاصمة الخرطوم سيما ضاحية بري والمنشية ومحيط مطار الخرطوم الدولي، من أي وجود لعناصر قوات الدعم السريع أو آلياتهم العسكرية.
وكانت هذه المناطق تُعد من أكثر المواقع حساسية واستراتيجية في قلب العاصمة، نظراً لدورها لقربها من مطار الخرطوم والقصر الجمهوري.
وتمكّن مراسل الجزيرة من الوصول الي الجهة الغربية من جسر المنشية الذي يُعد من أهم الجسور الرابطة بين محلية شرق النيل والعاصمة الخرطوم، وهو جسر استراتيجي كانت تسيطر عليه مليشيا الدعم السريع لفترة طويلة. وتُعد السيطرة على هذا الجسر نقطة تحول كبيرة في مجريات المعركة داخل العاصمة، خاصة وأنه يشكّل الشريان الحيوي الذي يربط شرق الخرطوم بالمناطق بمحلية شرق النيل.
منظومة تشويش حديثة:
ووضع الجيش السوداني يده على منظومة تشويش حديثة بمنطقة الرياض في الخرطوم .وقالت مصادر ميدانية إن المنظومة تركتها مليشيا الدعم السريع وهربت وبدأ انهيار المليشيا بعد إستلام الجيش السوداني لرمز السيادة القصر الجمهوري الذي يقع بوسط العاصمة.
