أخبار الخليج

قصة نجاة في الصحراء !

قصّت علي والدتي، رحمها الله، وبعض خالاتي قصة نجاة في الصحراء تصلح أن تكون فيلماً سينمائياً مثيراً، تقول والدتي إنها في طفولتها قام خالها ناصر بن عبدالله العريني، رحمه الله، باصطحابها مع مجموعة من أطفال الأسرة من الرياض في سيارة وانيت هاف «مطربلة»، للالتحاق بوالدها سعد بن عبدالرحمن بن معمر، الذي كان أميراً على إحدى بلدات نجد، وكانت الطرق في ذلك الوقت ترابية وتعتمد على اجتهادات السائقين المهرة في تخطي صعاب الكثبان الرملية واتخاذ الطرق المختصرة الصحيحة !

لكن تعطل السيارات كان شائعاً وقتها، وكان أن تعطلت بهم سياراتهم وعلقت في بقعة صحراوية معزولة، فنفد منهم الطعام والماء بعد قضاء بضعة أيام، ومحاولات يائسة من الخال والمرافقين الكبار لرصد أي سيارة عابرة لطلب المساعدة !

ومع اليأس طلب الخال من الأطفال أن يصطفوا ويصلوا صلاة الاستسقاء ابتهالاً لله عز وجل أن ينجيهم من العطش، تقول الوالدة إن سحابة مرت بهم بعد ذلك وأمطرتهم، فأخذ الجميع قدور الطبخ وجعلوها تجمع ماء المطر حتى امتلأت وارتووا منها !

كانت رحمة من الله سبحانه وتعالى أن استجاب لدعاء هؤلاء الأطفال، وأرسل إليهم هذه السحابة العابرة في يوم صيفي جاف !

تواصل الوالدة روايتها فتقول، إن والدها بعد أن أقلقه تأخر وصولهم عن الموعد المقدر لمثل رحلتهم أرسل رحالاً لاستكشاف الطرق والبحث عنهم حتى عثروا عليهم وتم إنقاذهم !

استذكرت القصة بعد أن سمعت طفلاً يصلي بجواري يدعو الله بإلحاح ورجاء أن يرزقه بالمال الوفير ليشتري ما يشاء، ودعوت معه أن يحقق الله رجاءه، وتمنيت لو قدرت أن يشملني معه بدعائه، فالأطفال أنقياء على فطرتهم حتى بلوغهم !

باختصار.. ما أجمل الأطفال، هم بسمة حياة وبوابة رحمة وأمل مستقبل !

​https://www.okaz.com.sa/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى