اعتادت الجماهير الرياضية على سماع أخبار إصابة اللاعبين بمختلف إصابات الملاعب وخضوعهم للعلاج اللازم، ولكن الذي لن تتوقعه هذه الجماهير أن هناك لاعبين عانوا من «فوبيا الطيران» والخوف من ركوب الطائرات، وكانوا يستقلون القطار أو الباخرة للتوجه إلى المدن التي ستشهد مبارياتهم، وإضافة إلى ذلك قامت بعض الأندية بخفض رواتب اللاعبين في عقودهم بسبب هذه المشكلة، ومن أبرز هؤلاء اللاعبين الذين عانوا من هذه المشكلة الهولندي دينيس بيركامب، البوليفي راؤول جوتيريث، الأمريكي جيمس هاريسون، الأمريكي كورتلاند فينيجان، وسول بامبا، وأشهرهم النجمان العالميان البرازيلى روبرتو ريفالينو، والإنجليزي ديفيد بيكهام، إضافة إلى بعض اللاعبين العرب.
وحول معاناة بعض اللاعبين من فوبيا الطيران تقول استشارية الطب النفسي الدكتورة بدرية سلطان لـ«عكاظ»:
هذه المشكلة ليست مقتصرة على فئة أو شريحة عمرية معينة، بل قد يعاني منها أي فرد، ففوبيا الطيران هو اضطراب قلق يتميز بالخوف الشديد وغير العقلاني من السفر بالطائرة، وهذا الأمر قد يعيق ويعطل الكثير من الأمور عند الذين يعانون من المشكلة، وخصوصاً اللاعبين الذين ترتبط مبارياتهم بالسفر جوّاً إلى المدن الأخرى أو مختلف الدول التي تحتضن اللقاءات، وهنا قد يلجأ اللاعب إلى البديل المتاح له بالسفر كالقطار أو الباخرة، أو الاعتذار في حال عدم وجود الحل البديل أو ضيق الوقت.
وتابعت: قد يترتب على فوبيا الطيران بعض الأعراض النفسية والجسدية عند المصابين به مثل القلق والخوف الشديد بمجرد التفكير في ركوب الطائرة أو الطيران، وأعراض جسدية مثل التعرق أو الارتعاش أو سرعة ضربات القلب أو ضيق التنفس أو الغثيان أو الدوخة، وبعضهم قد يصعد الطائرة بتشجيع المحيطين به، ولكنه قد يظل طوال الرحلة في حالة خوف وقلق لدرجة أنه لا يفضل النوم ويزيد من النظر لساعته ترقباً لسرعة الوصول، بينما البعض الآخر قد يلغي رحلته في آخر لحظة عندما يتذكر بعض الأمور المرتبطة بكوارث الطيران المتراكمة في ذاكرته.
وأكملت: قد يرجع خوف البعض من ركوب الطائرة إلى العوامل النفسية والبيئية التي تؤدي إلى الشعور بعدم الراحة عند الطيران، فالبعض قد يخاف من تحطم الطائرة أو من المرتفعات والأماكن الضيقة أو الشعور بعدم الارتياح عند الإقلاع والهبوط، كما أن البعض قد سبق لهم التعرض لمواقف سلبية أثناء رحلاتهم الجوية السابقة مثل المطبات الجوية القوية أو الاضطرابات الجوية الشديدة، إذ تترك هذه التجارب انطباعات سلبية فيصبح الفرد يعاني من فوبيا الطيران خوفاً من تكرار المشكلة مرة أخرى.
وعن العلاج ختمت د. بدرية حديثها بقولها:
يساعد العلاج النفسي جميع الأشخاص الذين يعانون من رهاب الطيران سواء لاعبين أو غيرهم في التغلب على خوفهم والتخفيف منه، وقد يتضمن العلاج الجانب السلوكي المعرفي ويتمكن المريض عبره من تغيير أفكاره السلبية تجاه تجربة الطيران بأفكار أخرى إيجابية أكثر واقعية دون المرور بردود فعل قاسية، وأيضاً هناك العلاج الدوائي المضاد للقلق الذي يلعب دوراً فعالاً في تقليل أعراض فوبيا الطيران قبل رحلة الطيران، بحيث يجعل رحلة الشخص تجربة أكثر تقبلاً من السابق.
https://www.okaz.com.sa/