أخبار الخليج

محمد بن سلمان إصلاحات تقود المستقبل

بعد عهد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، خرجت العاصمة الإسلامية من المدينة المنورة، بل ومن الجزيرة العربية إلى الشام والعراق ومصر في عهد الخلافات الأموية والعباسية والفاطمية وذلك لأسبابها السياسية والجغرافية والوراثية. وتحدث العالم عبر العصور عن العواصم بغداد ودمشق وقاهرة المعز وباقي الشمال الأفريقي، وحظيت القدس بالحظ والنصيب لأنها كانت من بين هذه العواصم، وكل من يقارن تلك العواصم وآثارها في تلك العصور يلاحظ الفارق الكبير عن جزيرة العرب التي كانت على حالها بصحرائها وقبائلها البدو الرحل، رغم أن فيها مكة المكرمة قبلة المسلمين والمدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية التي توجهها سيد الخلق رسولنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ومن بعده الخلفاء الراشدون وجاء الاحتلال العثماني الزائف للعالم العربي ورسّخ الاهتمام بعواصمه على حساب الجزيرة العربية.

وعلاوة على معطيات تلك الحقبة من مطامع متتالية وظروف اقتصادية وحروب وشتات وجهل وفقر دفعت هذه الأسباب عوائل إلى حواضر العراق والكويت والشام ومصر والهند لطلب العلم والرزق.

لكل ذلك كانت صحوة رجال مخلصين من أهل العلم والصلاح لإنقاذ جزيرة العرب مما هي فيه من تأخر وتخلّف وعصبية وجاهلية لأكثر من 1200 عام، وكانت انطلاقة عودة الرشد والدين والتوحد على كلمة الحق «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مع آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وتوحدت خلفها قبائل العرب والبدو الرحل وأمامهم الدولة السعودية الأولى، ومن ثم الثانية التي حاول العثمانيون سحقها من خلال حروب ضروس في شمال ووسط وغرب وجنوب البلاد تصدى لها آل سعود ورجالهم وأبناء القبائل جيلاً بعد جيل وأعادوا تأسيس البلاد وتوحيدها على يد الملك المغفور له عبدالعزيز ورجاله في جهاد امتد لسنوات طويلة حتى توحدت نجد والحجاز وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.

علينا أن نعرف النقلة الكبرى والتحول العظيم في بلادنا إذ قاد آل سعود العالم في G20 ولدينا في المملكة أكبر اقتصاد بالمنطقة وأهم الجيوش وأكبر الجامعات وأرقى المدن من الرياض وجدة والخبر ونيوم والعلا وغيرها والأهم مكة المكرمة والمدينة المنورة، لقد أصبح القرار العربي والإقليمي والدولي يمر من مكة المكرمة وقلوب المسلمين تأتي إليها آمنة مطمئنة وإلى المدينة المنورة للحج والعمرة والزيارة وإلى كل مدن المملكة للعمل.

هذا ما قدمه لنا آل سعود من أبناء الملك عبدالعزيز، والآن يقود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تأسيس منزل الحكم برؤية مباركة وطموحة تنقل المملكة إلى آفاق المستقبل.

لقد صنع آل سعود في 90 عاماً ما يوازي أمجاد 900 عام من الحضارات، ولذلك ليس لنا في ذكرى بيعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوى تأكيد البيعة بالحب والولاء لولاة الأمر الذين صنعوا معجزة القرن في تحويل الجزيرة إلى حاضرة من أهم حواضر العالم، وأن نكون مع قيادتنا ضد الفساد والعمل على أن نستمر خير أمة أُخرجت للناس بالعمل الصالح والجد والاجتهاد لحماية وتنمية هذا الوطن الغالي.

«ولي العهد.. قانوني يعتمد على الدقة والحزم.. وسيادة القانون على الجميع»

أراد الله للأمة والوطن الخير كله، عندما أصبح الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد إذ طبّق أسلوب إدارته بكل دقة وحزم راعياً للثقافة والعلم والاقتصاد والاستثمار والتطور لأطياف المجتمع كافة من رجال وسيدات.

لقد طوّر ولي العهد الأمير الطموح مؤسسات الدولة بداية بدعم وتأسيس النيابة العامة ضمير المجتمع لسيادة القانون باستقلال وحياد على أرجاء الوطن وجميع السلطات والمؤسسات والأفراد، وتم وضع أنظمة عدلية حديثة شاملة لمناحي الحياة كافة، وأسهم في إعادة هيكلة سلطات ومؤسسات الدولة وتركيز سلطتها الهرمية لتثبت المرجعية التشريعية والدستورية وجعل النزاهة والحوكمة أساس العمل، وحافظ على ثروات الوطن.

كانت بيعة ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان نقطة تحول إذ عمل من اللحظة الأولى في خدمة الوطن وحماية مقدراته وتنميتها، فتغيرت معه جميع ملامح حياة المجتمع السعودي الذي تخلص من مظاهر الفساد وأصبح المجتمع مطمئناً لعدالة الفرص والمساوة وأصبح سعيداً بفرص العمل والحياة الجديدة ولم يعد المجتمع والعالم ينتظر إلا بشائر الخير من قرارات في الترفيه والرياضة والصحة والتعليم والعمل والاقتصاد والاستثمار والسياحة والتعدين والطاقة والبيئة، وينتظر بشغف الجديد من مشاريع التنمية العملاقة في جميع المناطق.

في شهر الخير الذي تصادف إحدى لياليه المباركة ليلة 27 ذكرى البيعة المباركة للأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد يستذكر السعوديون هذه الليلة المباركة التي تعرف عند الكثيرين بأنها تصادف ليلة القدر، وظل الحضور اللافت لولي العهد في المحافل الاقليمية والدولية كافة محل إشادة وتقدير وإعجاب من الجميع.

وبقيادة ولي العهد رأينا تغيير سياسات المملكة المالية والأمنية والدفاعية والعسكرية وإعادة دفع عجلة الاقتصاد ليكون مبنياً على الحوكمة والترشيد ودعم صندوق الاستثمارات العامة وتحقيق التوازن المالي وهيكلة اقتصاد جديد في قطاعات حديثة مثل الترفيه وأيضاً خصخصة القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم والنقل وغيرها من مؤسسات الدولة ومنح القطاع الخاص فرصاً كبيرة واعدة لتنمية الاقتصاد وإنشاء المدن الجديدة مثل القدية ونيوم وغيرها من المشاريع العملاقة التي أُعلن عنها، هذه التغييرات من أجل مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

لا نتحدث عن الشأن المحلي وحسب، بل تجلت القدرة السياسية والرؤية الحكيمة على الصعيد الإقليمي والدولي وأبرزها في الجمع بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لحل أكثر نزاعات العالم تعقيداً وخطورة.

​https://www.okaz.com.sa/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *



زر الذهاب إلى الأعلى