محمد عبد القيوم عبدالحليم الفيتو والحرب الإلكترونية (3)​منصة السودان

متابعة – منصة السودان –

كارثة إنسانية شهدها صيف العام 2023م تضرر منها المواطنون في روسيا بسبب تعطل أنظمة المعلومات لعدد من شبكات الصيدليات والمختبرات في روسيا على مدار أسبوع كامل حيث توقفت خدمات عيادات الأطباء والإستشارات الطبية وفشل المواطن الروسي في صرف الأدوية المدعومة من قبل الحكومة الروسية بما في ذلك الأدوية الحيوية كما خرجت أنظمة إستقبال وتسليم نتائج الفحوصات الطبية عن العمل . كارثة إنسانية تحملها المواطن الروسي وتعرض لها وسببت له أضرار مادية ومعنوية. كل تلك الأضرار كانت نتائج للحرب الإلكترونية التي تشنها دول تعادي الشعوب والأنظمة الحاكمة التي ترفض الخضوع لمبدأ الهيمنة الأحادية (الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها) مستخدمة مختلف الطرق وأساليب الحروب الغير أخلاقية في ضرب مقومات الحياة للمواطن . بل لا تستحي وتتفاخر إعلاميا في أنها حققت انتصارات وكانت سببا في كوارث إنسانية أصابت المواطن الروسي في مقتل . ويستهدف جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني (الغطاء المستخدم لتنفيذ الحرب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها) البنية التحتية المدنية الإلكترونية الروسية كالصيدليات والبنوك وخدمات توصيل الأغذية وقواعد البيانات الشخصية للمواطنين الروس . وفي المجال الصحي نفذ جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني في شهر مارس من العام 2022م هجوما إلكترونيا على شركة اسنا(Asna) العاملة في مجال الأدوية وتمتلك أكثر من عشرة ألف صيدلية في روسيا ويعمل موقعها الإلكتروني كصيدلية فيدرالية على الشبكة العنكبوتية وفي ذات العام 2022م في شهر أبريل تم إختراق شبكة (جيموتيست) للمختبرات الطبية لتصبح البيانات الطبية لأكثر من ثلاثين مليون شخص متاحة للجميع . وتمتد غرابة الأحداث في الحرب الإلكترونية الشرسة الموجهة ضد روسيا بالتأكيد المتكرر للمسؤولين الأوكرانيين بتنفيذ جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني هجمات واسعة النطاق علي البنية التحتية المعلوماتية الروسية . وصرح نائب رئيس الوزراء في الحكومة الأوكرانية ميخايلو فيدروف أن القراصنة الأوكرانيين شنو هجمات إلكترونية علي نظام حجز التذاكر للطيران وخدمة الفيديو وغيرها من موارد المعلومات الروسية.وتعددت الهجمات الإلكترونية من قبل جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني (الغطاء المستخدم لتنفيذ الهجمات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها) ضد المواقع الروسية في الشبكة العنكبوتية من خلال التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الاوكرانيون المتعلقة بتنفيذ تلك الهجمات وعلى سيبل المثال لا الحصر نستعرض بعض تلك التصريحات من خلال المصادر على الشبكة العنكبوتية للإطلاع عليها :
” القراصنة ووحدة أمن الدولة اخترقوا حاسوب وزارة العمل والحماية الإجتماعية في روسيا الاتحادية واستخرجوا ” 100 تيرابايت ” : https://www.pravda.com.ua/rus/news/2023/11/29/7430924
” اخترق قراصنة أوكرانيين من “كيبورج ” قاعدة البيانات لاتحاد تأمين السيارات الروسي” : https://kiborg.news/2024/06/04/zlamavtoins
“كيف تعلن مسؤوليتها عن الهجمات على المطارات الروسية https://regnum.ru/news/3837443
وتعبر الأحداث عن نفسها في هذه الحرب الإلكترونية الشرسة الموجهة ضد المواطن الروسي فالدول التي تشعل الإعلام حديثاً بضرورة الدفاع عن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان أينما وجد لم تكتفي بالصمت وعدم الإدانة بل تعالت أصواتها بالتشجيع لأن مبادئها تستند على إباحة كل الأفعال لتحقيق أهدافهم في استبعاد الشعوب ونهب ثرواتهم عبر الواجهات المستخدمة لتلك الأغراض وتجلى ذاك الموقف والأمر في تكريم جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني ووزير التحول الرقمي ميخايلو فيدروف ابان المنتدي الأوروبي للأمن السيبراني الذي انعقد بمدينة كاتوفيسته البولندية في العام 2022م . وتتواصل تفاصيل تلك الحرب العالمية الإلكترونية الشرسة ضد الدب الروسي بإستخدام أقصى حد ممكن لأكبر شركات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية مثل جوجل. مايكروسوفت.آبل .فيسبوك وامازون وغيرها بل امتد الأمر إلى إستخدام الشركات المتخصصة في مجال أمن المعلومات بإشراف أجهزة الاستخبارات الأمريكية لتوفير الموارد والدعم المعلوماتي للعمليات السيبرانيه المناهضة لروسيا المنفذة من خلال موقع الخدمات الخاصة الأوكرانية. وتمحورت فعاليات الحرب الإلكترونية من خلال تكثيف شركة ( ان تي جوجل) بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا أنشطتها برعاية وكالة الاستخبارات الأمريكية لزعزعة استقرار الوضع في روسيا الاتحادية ولتحقيق هذه الغاية تستخدم خدمات قوقل المدنية لإجراء عمليات استخبارات جغرافية مكانية وتقنية على الأراضي الروسية .
حرب بلا هوادة تمول دون إنقطاع مهما كان مقدار التكاليف المالية هدفها ضرب استقرار المواطن الروسي وهويته ولكن رغم ذلك كان الصمود والتحدي بل إمتد التحدي والصمود رغم شراسة المعارك في تلك الحرب أن تكون روسيا مساندة للسودان تمد الأيادي البيضاء بهدف التعاون المشترك هو المبني على العملية والمنهجية المدروسة بين الطرفين في كل المجالات والمحافل لتحقيق وتنفيذ تجربة متميزة للشراكة بين دولتين تعرضا لحروب تستهدف هويتهم وبذات التحدى والصمود واجه الشعبين الروسي والسوداني تلك الحروب .
ومازال في القلم مداد من حبر يروي ويحكي تفاصيل وحقائق تلك الحرب الإلكترونية الشرسة ضد الصديق الوفي للسودان روسيا الاتحادية .

Exit mobile version