مراجعة South of Midnight

مراجعة South of Midnight

منذ الإعلان عن لعبة South of Midnight وأنا في حالة من الحيرة والحماس اللذان يزدادان كلما شاهدت المزيد من دعايا اللعبة، وخصوصًا لأنها من المطور Compulsion Games الذي قد لنا من قبل We Happy Few ذات العالم المميز والأفكار المثيرة للإهتمام، وقد بدت لعبة South of Midnight امتدادًا لتوجه الاستوديو في تطوير مشاريع طموحة باتجاه فني مختلف لا شيء على الساحة يشبهه، فهل كانت التجربة جيدة؟ هذا ما نعرفه اليوم في مراجعة South of Midnight.

قصة اللعبة بدون حرق

تدور قصة اللعبة حول البطلة “Hazel Flood” وهي مراهقة أمريكية من أصول أفريقية، تعيش مع والدتها في منزل بمنطقة فريقة في الجنوب الأمريكي، وفي أحد الأيام تتعرضان لحادث يتسبب في فقدان الأم وانطلاق البطلة “هايزل” في رحلة للبحث عنها.

تكتشف هايزل أنها عبارة عن “Weaver” وهي الشخصية المسؤولة عن مواجهة وحل أحزان وصدمات الآخرين، وأن تلك الصدمات والأحزان تتسبب في أن تبقى أرواح الأموات والأحياء في عذاب مستمر، ووجود وحوش محددة في المنطقة تبث الرعب في قلوب سكان المنطقة. القصة تشبه بعض الشيء قصة لعبة Kena: Bridge of Spirits، ولكن هنا القصص والوحوش التي ستواجهها مستوحاة من قصص الفلكلور الأمريكي الخاص بمنطقة الجنوب، وهو يتعلق بالمشاعر أكثر من كونه متعلقًا بأرواح الموتى.

القصة تقدم سيناريو متقن وفريد من نوعه لم نرى مثله من قبل، ومعه جاء أداء رائع من جميع الممثلين والشخصيات الجانبية منها والأساسية، تخلله لحظات مؤثرة عظيمة، ولكن مشكلتي الوحيدة مع القصة هنا أنها لم تستغرق وقتها في استكشاف أحزان الشخصيات وقصصهم، فبدلًا من تقديم قصتين لمعاناة الشخصيات واستكشافها بعمق، قدمت اللعبة حوالي 6 قصص جانبية للشخصيات التي واجهت صدمات أو أحزان وتناولتها بشكل سريع ومختصر.

بشكل عام، القصة خفيفة، وبالرغم من امتلاكها أفكار عميقة ومؤثرة، إلا أنها ليست معقدة وتكاد تكون مناسبة لجميع الأعمار ابتداءً من سن 15 سنة مثلًا، حتى يستطيع اللاعب فهم الأفكار الأساسية التي يتخللها بعض الظلامية.

_____

اقرأ أيضًا: مراجعة Assassin’s Creed Shadows

_____

أسلوب اللعب: بعض التكرار كان العائق أمام تصنيف هذه اللعبة كتحفة فنية 

 

تقدم اللعبة أسلوب لعب بسيط وممتع إلى حد كبير، وينقسم أسلوب اللعب إلى عدة عناصر يتم الانتقال بينهم، وهم الاستكشاف والقفز المنصي (Platforming) والقتال، وهي عناصر أي لعبة مغامرات مشابهة، ولكنها هنا مقدمة بشكل مبسط، فلا يوجد أي جانب منهم قُدم بعمق أو تعقيد كبير.

في الفصول الأولى كان عنصر التنقل والبلاتفورمنج هو الأكثر استخدامًا، ولكنه مع مرور الوقت أصبح القتال، إذ أن القصة تحتم قرب نهايتها الدخول في معارك أكبر وأكثر. كل العناصر قُدمت بإتقان لكن شابها التكرار مع مرور الوقت، فاللعبة تقدم 14 فصل قصصي، لا تتغير المعارك سوى قليلًا على مدار أحداث هذه الفصول كاملةً، وهو ما تسبب في بعض الشعور بالملل قرب نهاية اللعبة.

القفز المنصي يوفر قدرات خاصة مثل استدعاء المنصات المؤقتة (تختف بعد وقت محدد) للقفز عليها، أو تحريك الصناديق أو العربات الناقلة للقفز عليها أو الوصول بها لمكان عالي، وأيضًا الركض على الجدران.

أسلوب التنقل في South of Midnight ممتع ولكنه حاله كحال معظم اللعبة، لا يتطور كثيرًا في نصف اللعبة الثاني، ولكنه بشكل عام ممتع بفضل القدرات التي تمتلكها “هايزل” وتجعلها قادرة على التنقل بشكل سريع وسلس، وممتع، من ضمنها الركض على الجدران والتأرجح بين نقاط محددة باللون البنفسجي، والـGliding. التنقل بشكل عام وخصوصًا بين المنصات كان ممتعًا ومتقنًا في تصميمه.

أما القتال، فهو التركيز الأكبر في تصميم القدرات، حيث تقدم اللعبة 5 قدرات أساسية يمكنك ترقيتها، تساعدك على القتال، بالإضافة إلى قدرات الضربات العادية Light Attacks، والتي إذا ضغط على الزر المخصص لها بشكل مطول تتحول إلى ضربة أكثر قوة.

القتال في اللعبة ممتع إلا عندما تتوقف اللعبة في فصولها الخمسة الأخيرة عن تقديم أعداء من نوع جديد، تبدأ وقتها المعارك في التكرار، بالرغم من أن عددها يبدأ في الزيادة احتكامًا لسياق الحبكة!هذا الأمر احبطني بشكل عام، ولكن لا يمكنني وصف المعارك سوى بأنها ممتعة وسريعة الوتيرة إذا استطعت أن تتقبل التكرار النسبي فيها. المعارك مبنية على التفادي وتوجيه الضربات في الأوقات المناسبة، وأيضًا تعتمد على التخطيط للتخلص من الأعداء سريعي الحركة أولًا وبشكل استراتيجي، حيث تقحم اللعبة عددًا كبيرًا من الأعداء لمواجهتك في كل مرة، ويكون عليك التخطيط بشكل سليم للتخلص من أصعبهم أو أسرعهم في البداية حتى تكون بقية المواجهة أكثر سهولة عليك.

أما الاستكشاف، وبالرغم من كونه الأقل أهمية، إلا أنني استمتعت به كثيرًا، وذلك لأنه يقدم كم كبير من المعلومات على هيئة رسائل متروكة تسرد لك قصصًا جانبية عن العالم وسكانه، وأيضًا يمكنك العثور على نقاط XP لشراء المهارات بها كنوع من أنواع المكافأة على الاستكشاف. هذه النقاط موزعة بشكل ممتاز وفي بعض الأحيان تتحداك لتصل إليه باستخدام قدراتك المميزة، ويكون عليك اجتياز عقبات مصممة بامتياز وبساطة في الوقت نفسه للوصول إليها.

شجرة المهارات قدمت تجربة متوازنة، بين القدرات الجديدة كليًا، والترقية للقدرات الموجودة من البداية، وهو شيء رائع يجعل شخصية هايزل مع المرور الوقت أقوى ولا يجعلك تتخلى عن القدرات القديمة أبدًا.

الرسوم والصوتيات

كانت الرسوميات من أجمل ما شاهدت في صناعة الألعاب، وذلك ليس لأنها ذات دقة فائقة، أو تفاصيل متناهية، وإنما لأنها مختلفة عن أي شيء رأيته من قبل. يدمج التوجه الفني بين نظامي Southern Gothic و dark fantasy ويقدم هذا المزيج عالم ساحر وجميل، وفي نفس الوقت قادر على وضعك في أجواء مخيفة وغير مريحة.

الرسوم كانت من أجمل ما يكون، وتشبه في تحريكها المجلات المصورة أو أفلام الأنميشين عالية الجودة، ونظرًا لجودة القصة وحجمها فأنت بالفعل أمام تجربة تضاهي كبريات الأفلام الكرتونية.

الصوتيات كانت ممتازة هي الأخرى، إذ اعتمدت الموسيقى المصورة في كثير من الأحيان على أغاني “البلوز” التي تشتهر بها منطقة الجنوب الأمريكي، وفي بعض الأحيان أغاني أصلية تمامًا ملحنة بشكل عظيم، وكلماتها تصف الأحداث التي تجري أمامك بشكل عبقري. أما عن الأداءات الصوتية فكانت فائقة الجودة ولا تشوبها شائبة واحدة!

في النهاية:

كانت تجربة South of Midnight من أفضل ما تم تقديمه من ألعاب الطرف الأول لإكس بوكس، أفكار جديدة وقصص أصلية وهوية مختلفة عن أي شيء نراه في الساحة، وذكرتني في هذا بـPsychonauts 2 في اختلافها عن جميع منافسيها، مع تنوعية رائعة في أسلوب اللعب تجعلها تجربة لا يجب أن تفوتك، لكنها أيضًا عانت من بعض التكرار

The post مراجعة South of Midnight appeared first on عرب جيمرز.

Exit mobile version