أخبار السودان

مسؤوليَّة السودان

مأمون التلب (1) “المُستَلِفون” هم كائنات بشريَّة، مثلنا، ولكنهم بحجم السبابة، ذلك البالغ منهم. بينما كانت الفتاة آرييَّتِّي، البالغة مرحلة الحريّة والمغامرة والمسؤوليّة، بحجم الخُنصر. عليها البدء في تعلّم مهنة أجدادها القدماء، الذين يعيشون داخل جدران وقواعد بيوت البشر، يبنون بيوتاً جميلة وبأثاثاتٍ صغيرٍة جدّاً تُناسب أحجامهم. ومن أجل الغذاء يستلفون من البشر قدراً لا يُمكن أن يُلاحظ من المواد الأساسيّة، إضافةً إلى مغامرات الحقول حيث النباتات الضروريّة للطبخ، تكفي صفقة من نباتٍ أن تُطعمهم لشهور. ولكنهم يحتاجون السُكَّر، وكانت تلك مهمّة آرييَّتِّي الأولى، استلاف مكعّب سُكَّر من بيت البشر. يحدث أن يراها طفلٌ بشريٌّ في عمرها، مريضاً كان وفي انتظار عمليّة قلبٍ لن تنجح غالباً. ومن قواعد المُستَلِفِين الأساسيّة والمقدَّسة أن الانتقال من بيوتهم يكون مباشرةً إن رآهم بشريّ، فذلك لا يعني فقط انكشاف وجودهم لكائنات غاية في الشر، مثل البشر، بل يعني كذلك إشعال حملة البحث عن بقيّتهم –إن كانت هنالك بقيّة- وإبادتهم. يعني أن يحدث النزوح الآن، وأن يتركوا بيتهم الذي كان بيتاً لأمهاتهم وآبائهم وأجدادهم في أقرب وقت. يعكس كاتب ومخرج الفيلم “العالم السريّ لآرييَّتِّي”، الياباني هاياو مايازاكي، نضال الفتاة من أجل الاحتفاظ ببيتهم العتيق، غرفتها المحشوَّة بالنباتات، الحشرات الصغيرة التي مثّلت مجتمع الأصدقاء الوحيد، إذ تعيش برفقة والديها، وثلاثتهم لا يعرفون إن كان هنالك مستلفون …

The post مسؤوليَّة السودان appeared first on سودان تربيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *



زر الذهاب إلى الأعلى