عمر الدقير المقال الذي كتبه السفير الروسي لدى السودان – السيد/ أندريا تشيرنوفول – ونشرت قناة الشرق فقرات منه على موقعها الإسفيري خلا من أدنى قواعد المهنية والعرف الديبلوماسي وتضمن الكثير من التدخل السافر في الشأن السوداني وقدراً من الانزلاقات الشمولية والإساءة والتطاول على القوى الوطنية. فهو إذ يتحدث ساخراً مُقَدِّماً جملة “ما يسمى” على مشروع التحول الديمقراطي في السودان، يتجاوز – عمداً أو جهلاً – حقيقة أن المشروع الذي نسبه إلى مجهول إنما هو حلم الشعب السوداني الذي ظل يبحث عن تحقيقه منذ الاستقلال ودفع في سبيله تضحيات جسيمة وعياً منه بأن الديموقراطية هي أفضل نظامٍ للحكم توصل إليه الإنسان خلال تاريخه المفعم بالصراع وسلب الحقوق وهدر الكرامة وأنها الوسيلة الأنجع لبناء دولة المواطنة على قواعد الاعتراف بالتنوع ورشد إدارته والإقرار بمشروعية التمايز والاختلاف والتنمية المتوازنة، وإدراكاً منه – عن تجربة – أن الحكم الشمولي الاستبدادي كله شرورٌ وآفات، ينتهك الحرية والكرامة الانسانية ويُلوِّث الحياة العامة، وينسف المضامين النبيلة لمؤسسات الدولة ويقعد بها عن أداء دورها بكفاءة وعدالة، لتكون المحصلة هي انسداد الآفاق والتتابع المحموم للأزمات في كل فضاءات الواقع. أما إشارته لكون الجيش السوداني هو العقبة الكؤود في طريق مشروع التحول الديمقراطي، فهي تعد تدخلاً سافراً آخر غير مقبول، وهي إشارة ماكرة تستبطن إشادة تشجيعية للجيش بأن يظل …
The post مقال السفير الروسي appeared first on سودان تربيون.