في زوايا «عكاظ»، هناك وجوه لا تغيب، وأسماء تبقى رغم الغياب. في القسم المالي، في أروقة التحرير، وفي حديث الزملاء، لا يزال اسم نبيل البنا حاضرا، كأنه لم يرحل وكأن صوته لا يزال يتردد في المكاتب والممرات.
المستشار المالي الأمين، والرجل الذي أخذ من اسمه كل شيء، هكذا نعاه زميلنا المخرج الفني محمد خير كباشي، مستذكرا موقفه الثابت مع الزملاء، إذ لم يكن مجرد مسؤول في الإدارة المالية، بل كان سندا للجميع، يمد يد العون دون أن يُطلب منه، ويُنجز الإجراءات بنفسه، متجاوزا التعقيدات الإدارية، ليجعل الأمور أكثر سهولة وإنسانية.
لم يكن نبيل البنا مجرد زميل، بل كان صديقا صادقا، لم يقتصر حضوره على القسم المالي فقط، بل امتد أثره ليصل كل قسم في الصحيفة، إذ عرفه الجميع بابتسامته الهادئة وأخلاقه الرفيعة وسعيه الدائم لتقديم العون دون تردد. كان واضحا في علاقاته، بسيطا في تعامله، وقبل كل شيء كان وفيا للمهنة وللزمالة.
عندما رحل، ترك فراغا صامتا لكنه محسوس. لم يكن أحد يتخيل أن وداعه إلى مصر بانتهاء فترة عمله، سيكون وداعا نهائيا. المرض الذي دهمه لم يمهله طويلا، لكن أثره لم يزل في «عكاظ»، إذ بقيت ذكراه محفورة في نفوس من عرفوه، وفي الأوراق التي حملت توقيعه، وفي المواقف التي كان فيها عونا وسندا.
نبيل البنا، اسمٌ لا ينسى، وسيرةٌ تبقى شاهدة على أن بعض الزملاء لا يكونون مجرد أسماء في قائمة الموظفين، بل يصبحون جزءا من ذاكرة المكان وروحه. رحمك الله، وجعل أثرك الطيب ممتدا في دعوات من عرفوك وعملوا معك.
https://www.okaz.com.sa/