“يبدو أن لا أحد يهتم بالسودان”
د. محمد بشير هل تذكرونني؟ أنا الدكتور محمد بشير، نائب المنسق الطبي السابق لمنظمة أطباء بلا حدود في السودان. كتبت ذات مرة مقالاً بعنوان “الأيدي الشافية في السودان “، حيث شاركت تجربتي المباشرة عن الحرب الأهلية – ليس فقط كعامل طبي إنساني ولكن كإنسان سوداني. ما زلت أعمل مع أطباء بلا حدود، لكنني أعمل الآن كموظف دولي في مهمة في جنوب السودان، على الحدود مع بلدي. وعلى الرغم من أنني بعيد جسدياً، إلا أن آثار الحرب حاضرة دائماً، وتعيدني مع كل جديد في الأخبار إذ أقارن الدمار الذي أسمع عنه بعناوين الأخبار العالمية التي يبدو أنها بالكاد تلاحظه. لم يعد السودان وشعبه المعذب في رأس قائمة أولويات العالم – إذ نسيتهم وسائل الإعلام، وتجاهلتهم الإرادة السياسية، وأشاحت بنظرها عنهم المؤسسات المانحة الإنسانية التي يجب أن تضع هذه الأزمة في المقدمة. أسأل نفسي: ماذا يمكنني أن أفعل كفرد؟ عزيمتي أكيدة – سأواصل دعم أولئك الذين أرهقتهم هذه الحرب الوحشية. هنا في مقاطعة تويك في جنوب السودان، العديد من مرضانا هم من العائدين من جنوب السودان الذين نزحوا مرتين في حوالي عقد من الزمان. والآن، فقد عَبَر الآلاف من اللاجئين السودانيين إلى جنوب السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، متفرقين في المجتمعات المضيفة أو مكتظين في مخيمات اللاجئين. أعرف هذا الألم …
The post “يبدو أن لا أحد يهتم بالسودان” appeared first on سودان تربيون.