تُعد فترة المراهقة من أكثر المراحل تعقيداً في حياة الإنسان، حيث تتشابك فيها العواطف المتقلبة مع التغيرات الهرمونية والضغوط النفسية.
ويؤكد الخبراء أن التربية السليمة تتطلب من الآباء والمربين مساندة المراهقين في التعامل مع مشاعرهم بدلاً من تجاهلها، لضمان صحتهم النفسية وتنمية قدراتهم على اتخاذ القرارات.
وفي حوار مع موقع «HT Lifestyle»، أوضحت عالمة النفس والمعالجة النفسية أليشا لالجي أن التنظيم العاطفي هو القدرة على التعرف على المشاعر وإدارتها والتعامل معها بطريقة صحية.
وأشارت إلى أن هذه المهارة تتضمن ضبط ردود الفعل تجاه المواقف المختلفة، والحفاظ على التوازن العاطفي، والتكيف مع التحديات بفعالية.
وأضافت لالجي أن المراهقين يواجهون ضغوطاً مضاعفة تشمل تأثير الأقران، قلق الامتحانات، والبحث عن الهوية، مما يجعل تنظيم المشاعر أمراً حيوياً لتحسين حياتهم الاجتماعية والنفسية.
وقدمت مجموعة من الخطوات العملية لمساعدة المراهقين على التحكم في عواطفهم، وتمثلت تلك الخطوات في:
الحوار المفتوح: من خلال تشجيع المراهقين على مشاركة مشاعرهم دون خوف من النقد يعزز فهمهم لأنفسهم، ويُنصح الآباء بالاستماع باهتمام وتقديم الدعم بدلاً من فرض الحلول.
اليقظة والاسترخاء: من خلال تعليم تقنيات مثل التنفس العميق، التأمل، أو كتابة اليوميات يساعد في تهدئة العقل، كما أن النوم الجيد والرياضة المنتظمة يلعبان دوراً كبيراً في تقليل التوتر.
القدوة الحسنة: يتعلم المراهقون من سلوك الكبار، لذا فإن إظهار التحكم بالنفس ومناقشة المشاعر بصراحة يشكل نموذجاً إيجابياً يحتذون به.
العلاج النفسي: في حال استمرار التقلبات العاطفية أو القلق، يمكن أن يوفر المتخصصون أدوات مخصصة لمساعدة المراهق على التحكم بانفعالاته.
بيئة داعمة: توفير جو آمن يشعر فيه المراهق بالراحة للتعبير عن نفسه يعزز مرونته العاطفية ويؤهله لمواجهة التحديات المستقبلية.
وتؤكد أليشا لالجي أن مساعدة المراهقين على إدارة مشاعرهم لا تقتصر على تحسين صحتهم النفسية فحسب، بل تمتد لتعزيز علاقاتهم الاجتماعية وقدرتهم على اتخاذ قرارات سليمة. وتشير إلى أن هذه المهارات تبني شخصيات مرنة قادرة على التكيف مع ضغوط الحياة.
https://www.okaz.com.sa/
