كل التساؤلات تستهدف الهلال!
ما زال الجدال الدائر في الوسط الرياضي مستمرًا حول آلية الدعم بين الأندية الأربعة، التي استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة، فئة ترى أن الدعم متساوٍ، وفئة أخرى تطرح مبدأ التعويض حتى تكون الكفة متساوية. والسؤال الأهم: لو افترضنا أن الدعم المادي بين أندية الصندوق متساوٍ، فيحب أن نبحث في تفاصيل أخرى مهمة، يترتب عليها قرارات إدارية مصيرية مرتبطة بالأشخاص المسؤولين عن العمل في الأندية الأربعة وهي: «النصر، والاتحاد، والأهلي، والهلال»، أي أنه في الموسم الماضي وأيضًا في هذا الموسم هناك تفوق باهر للهلال على كافة المستويات من نتائج فنية مرتبطة بالإنجازات والبطولات ونتائج استثمارية واقتصادية؛ مما يرفع قيمة المداخيل المالية، ويأتي بعده الاتحاد وتحديدًا في هذا الموسم، والسؤال الذي يفرض نفسه في حالة كهذه: كيف أصبح الهلال والاتحاد بهذا التفوق في العمل، دون أن نشاهد ذات التفوق في الأهلي والنصر؟
من الواضح أن هذا الأمر مرتبط بالأشخاص العاملين في هذين الناديين -نحن ما زلنا نقدم فرضية تساوي الدعم- ففي شركة الهلال إدارة مستقرة منذ سنوات لم يطرأ عليها أي تغيير، وتملك القرار في تحديد مسار العمل، وكذلك يحدث في الاتحاد الذي عدل مساره هذا الموسم بحسن الاختيارات في كل شيء، فنية كانت أو إدارية، والتغييرات التي حدثت للفريق هذا الموسم كانت جذرية بمعنى الكلمة.
إذن حالة الإخفاق في النصر والأهلي تكمن في الأشخاص الذين يملكون الصلاحيات وقرار الاختيار، بمعنى أن في النصر نجومًا عالميين معروفين على مستوى العالم، قد لا تجدهم في بقية الأندية الأربعة، لكن ما الفائدة من هؤلاء النجوم إن لم تحسن اختيار القائد الفني لهذه المنظومة؟ لهذا جمهور النصر يسأل: من المتسبب في فشل مرحلة الإعداد للموسم؟ ومن الذي قرر الإبقاء على «كاسترو» المدرب السابق موسمًا آخر، ثم بعد ذلك يقرر إقالته بعد الجولة الثالثة؟ من الذي قرر تعيين «بيولي» مدربًا للنصر، رغم أنه لا يملك سيرة تدريبة جيدة تجعله يقود نادياً مثل النصر؟ من الذي تجاهل احتياجات النصر الفنية من عناصر أجنبية ومحلية؟
كل هذه الأسئلة كفيلة بتحديد هوية من أفقد النصر هويته الفنية داخل الملعب، ومن الطبيعي في منظومة أي عمل أن تكون هناك محاسبة لمن يثبت إخفاقه، وإن جاءت هذه المحاسبة متأخرة بإقالة المدير التنفيذي الإيطالي «غويدو» من منصبه وتعيين «ماجد الجمعان» بكامل الصلاحيات.
ربما هذا القرار جاء متأخراً، لكن كان لا بد منه، لعل الأمور تعود إلى وضعها الطبيعي في النصر.
إن ما يحدث من تفاوت في المستويات بين الأندية الأربعة التي تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة يثير الكثير من تساؤلات الجماهير، فلو افترضنا أن الأندية الأربعة تعيش حالة تنافس كبيرة وسباق محموم على المركز الأول والفارق النقطي ضئيل لربما كان المشهد منطقيًّا، ما زلنا نبحث في أسباب تفوق الهلال والاتحاد وضعف النصر والأهلي ومن يجب أن يُحاسب في هذا الجانب، هذا الأمر يجعلنا نؤكد أن تحديد المسؤوليات مهم؛ حتى نتمكن من تحقيق مبدأ المحاسبة ضمن إطار الحق والعدل!
ودمتم بخير،،،