مدائن السودان تَمْضغ مرارة جينات الحقد
حسين اركو مناوي قلنا قولا قبل ست سنوات نكرره اليوم ونقتبس منه مقدمة لهذا المقال القصير: ” وقد سبق ان ذكرتُ فى موضع آخر أنّ للتاريخ ميزة تشبه ميزة علم الوراثة عند الكائنات الحية التي تنتقل جيناتها عبر الأجيال وكذلك عيوب التاريخ تتكرر عبر الأجيال، حيث إعتاد التاريخ أن يطل على البشرية بجيناته فى دورات تشبه دورة الحياة وسوف تتحمل البشرية كل عيوب التاريخ في مرحلة ما…” حسين اركو مناوي 11/9/2018. علي امتداد التاريخ البشري اُحرقت مدائن علي يد غزاة بوحشية منقطع النظير وارتكبت فيها جرائم حرب ضد الإنسانية ولم تكن حروب قائمة وفق قواعد الحرب المعهودة إنما كانت حروب عرقية واليوم مدن السودان تتلقى ضربات موجعة من جينات الحقد في الفاشر والعاصمة ومدنها وفي مدني وبابنوسة والجنينة ونيالا وهكذا تتكرر عيوب التاريخ على نمط تجارب معروفة حدثت في مواقع وأزمان مختلفة غاياتها استهداف مدنيين على أسس عرقية. بالأمس القريب سوءات التاريخ أطلت على مدينة الفاشر وارخي الذهول ذيله حينما فاجأ غلاة الجنجويد ،البرابرة، التتر أهل الفاشر والعالم أجمع بقسوة عجزت اللغة عن وصفها بالرغم توفر ذخيرة لغوية من مرادفات لا حصر لها في وصف جرائم تتولد بسبب الحقد. في ساحة الحرب بالفاشر اليوم، جرائم من فداحتها تعجز مفردات مثل، الغل والكراهية والضغينة والبغضاء عن وصفها. . قسوة خلقت ظروفاً …
The post مدائن السودان تَمْضغ مرارة جينات الحقد appeared first on سودان تربيون.