أخبار الخليج

مواثيق الله

•• قبيل قدوم رمضان أعدنا رونق بيوتنا بمظاهر الفرح والسرور.. وزعنا التهاني والتبريكات على ذوي قرابتنا وجيراننا وأحبائنا بروح من المحبة والمودة.. زدنا في عباداتنا وتمسكنا بأخلاقيات رمضان ولهجنا بالدعاء والتضرع للمولى القدير.. حرصنا على تعليم أبنائنا العادات الرمضانية والتقليدية والممارسات الشعبية القديمة والمعاصرة.. تبادلنا الأطباق الرمضانية الأصيلة ورسخنا مفهوم إفطار الصائم.. هذا هو المشهد الذي جسَّد فينا روح رمضان.

•• ومع بداية الشهر عاهدنا أنفسنا بأنه شهر ليس للاسترخاء أو الدعة، إنما أيام وليالٍ نؤدي فيها واجباتنا دون تأجيل أو تراخٍ.. أوقات نكبحٌ فيها جماحنا.. لحظات يخفف جهل الجاهل ويمتص غضب الغضوب.. بركات نحسن الظن بخالقنا ونطلب العفو منه لتكتب فيه مقاديرنا.. أمنيات لنكفِّر ذنوبنا ونهذب نفوسنا ونزيل حمقها ويسكن غضبها.. إنه شهر نحقق فيه أمننا الشمولي وأمن مجتمعاتنا.

•• وفي منتصف الشهر؛ نقض بعضنا للأسف مواثيقه وعهوده مع خالقه.. حرم نفسه من روحانيات رمضان؛ صياماً وقياماً ودعاء.. حرم روحه ترميم نفسه من ضغوطات الحياة بتلك البركات.. حرم نفسه من استثمار أوقاته لإسعاد ذاته روحياً ومعنوياً.. حرم نفسه من الجزء الأصيل من مهارات الدنيا والآخرة.. حرم نفسه من تمتين العلاقة بينه وبين خالقه ورازقه.. ذلك هو المحروم من شهر الصوم.

•• أما العشر الأخيرة؛ فلم يتبق لنا فيها إلا إعادة ترتيب مهامنا وجدولة أعمالنا لتحقيق أهدافنا في دار أولى نزيد فيها من عبادتنا بلا تسويف ولا تأجيل لننال فيها جنة الدار الآخرة.. نحن على موعد فيها بألوان من القربات وضروب الطاعات.. موعد مع الذكر والدعاء والإحسان وطلب الرحمة والمغفرة.. موعد مع أفضل ليالي العام.. «ليلة القدر»، ليلة نطلبها ونبتغي خيرها وأجرها.

رمضان.. بين توثب الروح وتحقيق الهدف:

قبل رمضان؛ حلمنا بمشهد يجسَّد فينا روح الشهر وأخلاقياته

بداية رمضان؛ تمسكنا بأيام رمضان صياماً وبلياليه قياماً

منتصف رمضان؛ نقض بعضنا مواثيقه وعهوده مع خالقه

آخر رمضان؛ لا يتبقى لنا إلا إعادة ترتيب مهامنا العبادية

​https://www.okaz.com.sa/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *



زر الذهاب إلى الأعلى