صلاح غريبة يكتب.. القصاص العادل.. ضرورة لبناء سودان المستقبلمنصة السودان

متابعة – منصة السودان –
في لحظات تاريخية فارقة، يقف الشعب السوداني أمام تحديات جسام، حيث تتداخل آلام الماضي مع آمال المستقبل. وفي خضم هذه اللحظة، يبرز صوت الفريق أول ياسر العطا، الذي يشدد على أهمية القصاص العادل كشرط أساسي لتحقيق العدالة وبناء سودان جديد. هذا المطلب ليس مجرد صرخة غضب، بل هو تعبير عن إرادة شعب تواق إلى تجاوز صفحات الماضي الأليمة، واستعادة كرامته التي انتهكتها أيادي الغدر والظلم.
إن القصاص الذي ينادي به الفريق العطا ليس انتقامًا أعمى، بل هو تحقيق للعدالة التي نصت عليها الشرائع السماوية والقوانين الدولية. إنه حق لأسر الشهداء الذين فقدوا أحباءهم، وللجرحى الذين تحملوا أعباء العدوان، وللشعب السوداني الذي ذاق مرارة الحرب والتهجير.
إن تحقيق القصاص العادل لن يكون مجرد إجراء قانوني، بل هو عملية ترمي إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وتضميد الجراح، وبناء الثقة بين مكونات المجتمع السوداني. إنه شرط أساسي لتحقيق السلام المستدام، ومنع تكرار المآسي التي عاشها الشعب.
بالتأكيد، إن دعوتك للمجتمع الدولي لدعم جهود السودان في تحقيق العدالة هي دعوة في محلها، فالعدالة ليست شأناً محلياً فحسب، بل هي قيمة إنسانية عالمية يجب أن تسود في كل مكان، ويتم الدعم من خلال المحاكم الوطنية والدولية، فيجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم المادي والتقني للمحاكم الوطنية في السودان، وكذلك للمحكمة الجنائية الدولية، لضمان إجراء محاكمات عادلة وشفافة للمتورطين في الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوداني، ويجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على الأفراد والجماعات والدول التي تورطت في دعم أو ارتكاب جرائم في السودان، وذلك من خلال فرض عقوبات اقتصادية وسياسية، وتجميد الأصول، ومنع السفر، بجانب تقديم الدعم المادي والنفسي لضحايا الجرائم التي ارتكبت في السودان، وذلك من خلال إنشاء صناديق تعويضات، وتقديم خدمات إعادة التأهيل، ودعم منظمات المجتمع المدني التي تعمل في هذا المجال. ودعم جهود السودان في تعزيز سيادة القانون، وذلك من خلال تقديم الدعم الفني والقانوني للمؤسسات القضائية والأمنية، والمساعدة في بناء قدرات القضاة والمحامين والكوادر الأمنية، بجانب العمل على نشر ثقافة العدالة في السودان، وذلك من خلال دعم التعليم والإعلام، وتنظيم حملات توعية حول أهمية العدالة وحقوق الإنسان.
إن تحقيق العدالة في السودان ليس مجرد مطلب للشعب السوداني، بل هو ضرورة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. إن دعم المجتمع الدولي لهذه الجهود هو استثمار في مستقبل أفضل للسودان وللإنسانية جمعاء.
إن بناء سودان المستقبل لن يكون ممكناً دون تحقيق العدالة، ودون أن يشعر كل مواطن سوداني بأن دماء أبنائه لم تذهب سدى. إن القصاص العادل هو الأساس الذي سنبني عليه دولتنا، ونحقق به آمالنا في الحرية والعدالة والسلام.