حرب السودان و«دس المحافير»
فيصل محمد صالح تتحدث كل أطراف النزاع السوداني والناشطون السودانيون بمرارة عن تقاعس المجتمع الدولي ودول الإقليم عن مساعدة السودان، وربما يضربون المثل بمناطق أخرى من العالم يهتم بها العالم ويعطيها الأولوية. في الوقت نفسه ربما تسمع الأطراف نفسها تتحدث عن رفضها للتدخل الدولي، وتصوغ الجمل الحماسية والهتافية عن السيادة السودانية. فهل تريد أطراف النزاع مساعدات إقليمية ودولية لمعالجة الأزمة السودانية، أم أن هذه الأطراف قادرة على إيجاد حل سوداني يستغني عن الجهود الإقليمية والدولية…؟ النتيجة المؤلمة، والتي ربما تكون جارحة للكرامة السودانية، لا تميل لصالح الحلول السودانية من دون تدخل خارجي، ففي كل المرات التي ذكرناها، لم يفلح السودانيون ولا مرة واحدة في حل مشاكلهم بأنفسهم، واحتاجوا دائماً إلى تدخل خارجي، إقليمي أو دولي، رغم أنهم استطاعوا قبل 67 عاماً إخراج دولتهم الوليدة من قبضة الاستعمار عبر توافق وطني نادر على إعلان الاستقلال من داخل البرلمان بالإجماع. ولا يغرنك جعجعة البعض عندما يرون أن نتائج التدخل الدولي ليست في مصلحتهم، فيتباكون على السيادة الوطنية والكرامة المهدرة ويخرجون المسيرات بطرد فلان ومقاطعة علان، فتاريخهم هو الأكثر سواداً وظلاماً في تاريخ السودان، وأنا أعني أنصار النظام السابق الذين يقودون الآن الحملات ويسيطرون على مراكز القرار. فقد بدأت مفاوضات حل مشكلة الجنوب بوساطة منظمة «الإيغاد»، وقد تأبوا ورفضوا ثم جاءوا وجلسوا صاغرين …
The post حرب السودان و«دس المحافير» appeared first on سودان تربيون.