أخبار الخليج

من يفك أسر لبنان من نصر الله وحرب غزة؟

يبدو أن لبنان سيبقى أسير حرب غزة حتى إشعار آخر، هذا ما خلصت إليه كلمة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في خطابه مساء اليوم (الأربعاء) بمناسبة يوم القدس، وأكثر من ذلك، فقد تخطى بكلمته أهداف «حماس» بأشواط، وادعى أن هناك مراحل في مواجهة إسرائيل، بدءاً من إسقاط إسرائيل الكبرى، ثم إسقاط إسرائيل العظمى، وصولاً إلى وضع الكيان الإسرائيلي على حافة الزوال.

وزعم نصر الله أن حرب يوليو أسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد ومعه مشروع إسرائيل الكبرى، فيما وضع طوفان الأقصى إسرائيل على حافة الهاوية والسقوط النهائي والزوال، وملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت.

وعن حرب غزة، اعتبر أنه يجب الخروج من هذه الحرب بالنصر على إسرائيل وكل من يقف خلفها.

أما حركة «حماس» نفسها وعبر رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، فاكتفت بإعلان تمسكها بمطالبها وهي: وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب شامل من القطاع وعودة النازحين وإدخال المساعدات وإبرام صفقة الأسرى.

فماذا يريد نصرالله تحديداً من هذه الحرب التي دخلها تحت عنوان مساندة غزة؟ وماذا لو نجحت المفاوضات وتمكنت «حماس» من تحقيق مطالبها؟

موقف نصرالله اليوم يثبت مرة جديدة أن الوضع في لبنان سيبقى مشتعلاً طالما الإقليم يشتعل، خصوصاً أن إسرائيل وفقاً لوسائلها الإعلامية في حالة يقظة مشددة، بعد أن كشف بيان للجيش الإسرائيلي أنه تقرر تعزيز وتجنيد جنود احتياط إلى أنظمة الدفاع الجوي، تحسباً لأي رد محتمل على اغتيال القيادي الإيراني محمد رضا زاهدي في دمشق واستهداف القنصلية الإيرانية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كان لا بد لنصرالله أن يذكر بيئته بالهدف الذي يجب أن يضحي بهم لأجله، وهو إزالة اسرائيل، وذلك بعد اهتزاز مستوى الثقة بينه وبين هذه البيئة بفعل عمليات التصفية التي تمارسها إسرائيل وتطال يومياً قيادييه وعناصره التي بدأت بتصفية أحد قادة «حماس» في عقر داره بالضاحية الجنوبية مع بدء طوفان الأقصى، وها هي تواصل تصفية الكادر الممانع في سورية.

وفي سياق الثقة المهتزة، أثارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في الساعات القليلة الماضية، بلبلة في بيئة نصرالله، الذين توجسوا من وجود رسالة مبطنة، بعد نشرها صورة قديمة تظهر حسن نصرالله إلى جانب عدد من القيادات الذين تم اغتيالهم وهم؛ عماد مغنية، ومحمد زاهدي، وقاسم سليماني وأحمد الكاظمي.

ولفتت الصحيفة إلى أن نصرالله هو الوحيد الذي بقيَ حياً من بين هؤلاء، مؤكدة أن كاظمي تُوفي في حادثة تحطم طائرة غامض عام 2006، في حين أن مغنية قضى إثر انفجار قنبلة بسيارته في دمشق عام 2008، ونُسبت العملية إلى الموساد الإسرائيليّ. أما سليماني فقد تم القضاء عليه بعملية أمريكية في العراق عام 2020، بينما زاهدي قُتل يوم الإثنين الماضي بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وبشأن تلك الصورة، قال المحلل الإسرائيلي برونان بيرجمان إن «من بين هؤلاء الأشخاص، ما زال نصرالله على قيد الحياة فقط، بينما الباقون فارقوها في ظروف مختلفة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى